لليل قبائل

"لكل لغة ضادها

والشعر لغة الأنبياء"؛

"كم من أرض 

تشدو قصائدها 

شفاه

بين حدي

الفقر والجوع

ثالثهم

الجفاء"؛

لليل قبائل

تلهم الشعراء،

ترابط حيث كل قصيدة

تتربص بكل نبضة

وكل همسة واعدة

وكل جنون وشجون

تمد الوتين لبئر الخبايا

تسأله  بلا كلل

أنشودة أو كلمة

ولو قطرة ماء

على محياها

تذيب الليل

نجوماً وأقمارا

وحروف الصوم 

تتلوها الصلاة

 

لليل قبائل

تعجن مبتدأ السلام

بمسك الختام 

تسقيه رحيق الغزل

برفادة الأنقياء

 

هم الشعراء

منهم السعداء ومنهم الأشقياء 

ومنهم من يجهل الأسماء 

ومنهم من يترقب الشرق في الغرب

ويرتجي من التبن هدايا الرماس 

ومنهم دثاره العدم في العراء

ومنهم في تيه أرقام وطلاسم أساطير

يزرع فكره بالحكايات 

بلا هدف يمضي قريباً وبعيداً

دروبه ترتجي هنيهة عصماء،

في تأمل يسري

بين عيون السفن

وأمواج البحر 

تأسره فتنة الشمس والحراس

 

لليل قبائل

ترى الشعراء

بعضهم منتظراً 

من الشغاف البراء

تراوده جملة 

تداعب صمته

في حنين ليوم اللقاء

تبثه لوعة المحال 

وهو في خضم الممكن

يتلظى ب (لا) الوصال 

"هيهات" قالها ساخراً

"لا يأتي من البَسْر الرواء"

  

لكل حرف

حبيبة

يناجيها سامر

في الجهر

وتنهره في الخفاء

فلليل قبائل

تلهم الشعراء

وللشعر قبائل 

في مجرات وذرات ونواة 

 

يا ليل...

للشعراء أوكسترا

تنحت الخيال

قيثار وطبل وشموع رجاء

ومتكأ أطياف تتراءى

في جيم حروب وويلات هجر

ثم أوراق عهد يوسمها 

صلح في تمنع

ظاهره إباء

تجر جيوش عبقر

وتتوج اللحظ

أوزان الشعر 

أوج الحياة،

"الرمل والثلج فُتاة الممكن والمحال"

آن الصافي: أديبة سودانية مقيمة في الإمارات.
المصدر: قاب قوسين