قصيدة معارج الشوق للشاعر عبد العزيز أبوشيار

"مجلة جنى" معراج الشوق - للشاعر عبد العزيز أبو شيار

أغريته وتركت الشوق يقتلهُ

وليس غير وصال الروح منقذهُ

في أبحر سبعة رميته لججا

لا فلك يركبه ..لا عوم يعرفه 

مولاي وارق به وارفع رؤاه إلى ال

معنى فليس له إلاك يُسعفهُ

في كل حسن يرى معناك حيث سرى

يأتيه باسمك تستهويه أحرفه

في الماء في الشمس في الأزهار والشجر ال

ظليل حيث رأى مغناك يتحفه

يعوم في النور مبهورا بهالته

وكل حسن تجلى فهو شاعره

كم رَفّ يُسرجُ للأحلام أشرعة ال

السماء ترسل للنجوى تأملّه

لم تبق شاردة إلا وهام بها

أو معبدا لم يَفِضْ فيه تعبُّدُهُ

فأين أنت من الأنوار في سحر

وأين وجهك في فجر تُيمّمُهُ

مولاي يشربك العشاق شهد رضا

والكأس تغري به من ليس يرشفه

أظمأته ولديك الكأس مترعة

تسقي به ظمأ لو كنتَ نادمَهُ

مولاي كم زمنا يكفي لناظره

متى جوابك فالشكوى ستتلفه

وكيف يستلهم الصبر الذي نفِدا

والصبر يا قدري ما عاد يسعفه

فمن غديرك أنخاب ومغتسل

قد مسه ضرر والوصل يكشفه

كَم أبعد  الهجرُ مَنْ يرجى تقربُهُ

وكم قرّبَ الوصلُ خلّا كان يُبعِدهُ

كَم لَيلَةٍ سار بين الصحب مُنفَرِدا

وليس مثلك في الأنام  مصطحِبُ

فَيا لَهُ مِن حنين كُلَّما هتفتْ

أشواقه اضطرمتْ في القلب شُعلته

يعلو ويهوي به حلم الوصال إلى

وهْم سحيق كأنّ الطيرَ تخطفه

رؤاه واهنة تحتاج أجنحة

إلى ذرى ملكوت الأنس ترفعهُ

وفيض نور أطل انثال منبعه

لولاه ما ورد المعنى توهجه

في الروح كان وصال الخلد مشتهيا

 لكنما الجسد المحموم يقطفه

يمشي ويؤنسه همس ويجذبه

نور ويشغفه وجه فيلهمه