السفيرة صفية طالب السهيل : مجرة عراقية في عالم السياسة

عمان "مجلة جنى" نضال العضايلة - صفيه طالب السهيل، تلك العراقية التي رضعت عنفوان المرأة العربية، لتطل من نافذة السياسة على عالم تتوسطه الأحداث الجسام، تتلمذت على يد واحد من أكفأ السياسيين، حتى عرفها العراق والعالم العربي بأنها النائب والسفيرة الرائدة، في بلد نهشته الحرب وقتلت فيه لذة الحياة فمن هي السفيرة صفية السهيل؟ وكيف تسلقت سلم المجد؟ وكيف وصلت إلى أبرز المواقع السياسية في العراق؟ ولعلي سأكون اول إعلامي وباحث يوثق الأوراق التأريخية لهذه الرائدة العراقية.

قبل التعريف بمجرة العراق السياسية صفية السهيل لابد من الإشارة إلى أنني قمت بدراسة شاملة لحياتها، وكانت هذه الدراسة ولا زالت هي المنفذ الوحيد لمعرفة شخصيتها، لأن ما كتب عنها قليل، رغم نبوغها الفريد، ورغم انخراطها في العمل السياسي في الوقت الذي كان فيه الاهتمام بالمثقف السياسي ينال الجانب الأكبر من اهتمامات الصحافة والكتاب.

صفية السهيل سياسية عراقية وابنة الشيخ طالب السهيل شيخ عشائر بني تميم، عضو سابق في البرلمان العراقي عن محافظة بغداد متزوجة من وزير حقوق الإنسان العراقي السابق بختيار محمد أمين، لها العديد من الانجازات في مجال حقوق المرأة واشراك المرأة العراقية في العملية السياسية، تشغل حاليا منصب سفيرة العراق في الأردن.

ولدت عام 1966 في بغداد , وانتقلت مع عائلتها في العام 1968 الى الاردن بفرار والدها، اهتمت بالشأن السياسي منذ ان كانت بسن 13 عاماً بمساعدة والدها في اهتماماته السياسية، إلا أن  ظهورها الحقيقي في عالم السياسة بدأ  في عام 1994 بعد اغتيال والدها بلبنان في نيسان من العام نفسه. 

كان اول نشاط سياسي لها اجتماعها مع شخصيات المعارضة في صلاح الدين باربيل، كما أنها اهتمت بشكل خاص باقامة دورات تدريبية للمرأة العراقية.

تعتبر صفية السهيل سياسية ليبرالية ديمقراطية مستقلة، عملت على تضمين الدستور الجديد، سيما في بابه الثاني، باب الحقوق والحريات، وبالأخص البنود الخاصة بالحريات الاساسية وحقوق الانسان وحقوق المرأة والمشاركة السياسية، عينت سفيرة  فوق العادة، عام 2004، كأول امرأة يتم تعينها بمنصب سفيرة  في تاريخ الدولة العراقية، كما انتخبت لعضوية مجلس النواب العراقي لدورتين تشريعيتين للفترة 2005 – 2013 كشخصية مستقلة ممثلة عن محافظة بغداد، ونجحت بالحصول على مقعد من خارج الكوتا النسوية.

تعد السهيل أول سيدة عضو في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، واول عراقية تترأس لجنة الصداقة البرلمانية العراقية مع الاتحاد الاوربي، قبل أن يتم اختيارها سفيرة في مركز الوزارة ورئيسة لدائرة أوروبا منذ ايلول 2014.

اسست مجلس صفية السهيل الثقافي الذي في نيسان 2009 وهو حاضن ومنظم للعديد من النشاطات الثقافية والأدبية الشهرية، وهي ايضا عضو في رابطة المجالس البغدادية، وناشطة في الدفاع عن حقوق المكونات الصغيرة والأقليات، والأديان الأخرى، وشاركت بالعديد من حملات التضامن والسلام ودرء الحروب.

تعتبر ناشطة في الدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وعضوه قيادية  فخرية في تجمع المعوقين العراقيين، وداعمة ومساندة من منظمات المجتمع المدني الإنسانية والثقافية والحقوقية والنسوية .

عملت السهيل على بناء جسور من التواصل بين المجتمع المدني و المجتمع الدولي وخلق افاق من التعاون المشترك، كما ساهمت بالتعريف بالثقافة والفنون والتراث العراقي.

تمتلك السهيل حياة ثرية على المستوى الاجتماعي وقد قابلت مصادفات ومفارقات في حياتها الشخصية، فهي من الناحية العائلية كانت تمتلك مقومات الحياة المثالية، فقد ولدت من رحم الزعامة لتتبؤا مواقع مهمة وثرية في الحياة السياسية العراقية.

لا يوجد شيء قد يمنعها من الانطلاق نحو آفاق السياسة الرحبة وما وراء السياسة، وما الهدف من خلق السياسة، ولماذا؟ واعتقد إن هذه المحطة هي التي فجرت موهبة صفية السهيل السياسية.

لقد وجدت سفيرة العراق في الأردن صفية السهيل لحماية رعاياها العراقيين في الاردن وتدافع عنهم،  وتفتح ابواب مكتبها امامهم  دون ان تميز بينهم على اساس الدين والمذهب والانتماء، أو والولاء لهذا الزمان، أو لزمان مضى.

لا زالت سيدة بنات العرب، دجلاوية، عربية تسير على خطى والدها، تتفتح الزهور في تعابير فراتها، تترجم ذاتها لتضيء للعراق شموع تنير الدروب وتتسامى بعطاءها رغم كل الوجع الذي واجهها.

ستبقى البابلية التي افنت عمرها لتحمل العراق للعالم، تلك النجمة الذهبية المميزة في مختلف المواقع  التي شغلتها،  كيف لا وهي التي جاءت مت أجل الحب والسلام، ومن أجل نشر تعاليم المحبة والصفاء.

من هنا تبدأ حكاية مجرة العراق صفية طالب السهيل، التي ستكون كتابا مفتوحا يلقن النشىء الجديد تعاليم الحياة على أصولها، ذلك لأنها  قدوة حسنة للجميع.