درة الإعلام العربي يارا قويدر: معادلة صعبة في سبيل تحقيق المجد والشهرة

" مجلة جنى" عمان – نضال العضايلة – منجز إعلامي فريد من نوعه بزغ في صورته المُثلى بعد اشتغلت عليه وقدمته اعلامية نهمة، ومفكرة جريئة، وكاتبة ذات قلم مرهف الأحاسيس وروح استثنائية استطاعت التسلل بخفة ورشاقة إلى عقل وقلب المستمع والمشاهد العربي.

الاعلامية الاردنية العربية "يارا قويدر "، إستطاعت تحقيق تلك المُعادلة الصعبة في شخصيتها فظهرت بثوبها العربي جامعة الالق من اوسع ابوابه ولتظهر في ثوب ذو مذاق إنساني وأجتماعي مشوق بعيداً عن المجاملات، وهو ما نجحت درة الاعلام العربي في تجاوزه بتقديمها عملاً يكون في متناول الجميع، المشاهد العاشق للخبر، ام المشاهد العادي

تعتبر يارا قويدر إضافة نوعية متميزة لأرشيف الإعلام العربي المعاصر، إذ أنه بتسليطه الضوء على ما حققته في الماضي والحاضر.

وعلى مدى سنوات عملها رفضت يارا ما يسمى (البرمجة العقلية)، ورفض الانتماء للثقافة المجتمعية النمطية، فقدمت على مدى تلك السنوات نماذجًا حُرة الروح، تستحق أن تكون قدوة لكفاح مجتمعي، وإنساني، وفكري، وإبداعي. يقتبس من حكاياتها وقودًا معنويًا لخطواته فيشجع ترددها، ويؤكد على صحة وجهتها.

في رحلة توغلها بين الصفحات الاعلامية المتعددة وحكاياتها الممتعة ( صوت الأردنيين، رؤيا، قناة ليبيا الإقتصادية، قناة ليبيا روحها الوطن )، اكتشفت قويدر أن الفضاء الرحب ، بما تملكه من روح وكيان ووجدان مهما تغير عليها من عقود، ومهما بعدت المسافة بين المكان أو الزمان، هو تنوع رؤيتها واختلافها تصنع السطور قدر ما تصنعه المعرفة والشغف إلى تقديم شيء جديد لهذا العالم.

 يارا قويدر من الشخصيات المكافحة الملهمة التي بدأت من الصفر، لا بل من تحت الصفر لتتجاوزه وتنتصر على عقباته، وقد بدا ذلك واضحاً في اختلاف مشاربها وتوجهاتها التي تجمع بين صفات معنوية طبعت بصماتها على كيانها فميزتها بين بقية من ظهرن على الشاشة بثقة واعتداد بالنفس، كيف لا وهي الروح التواقة للكمال قدر المستطاع، والأحاسيس المرهفة، والنفس الأبية العزيزة التي لا تقبل الضيم أو النفاق، والشغف تجاه المعرفة والسعي في طلبها من كل طريق، والشعور بالغربة الداخلية الموجعة تجاه ما يحدث في مجتمعنا العربي من أخطاء.

من أهم ما يلفت بصيرة من يشاهد قويدر هو أن هذه السيدة كافحت لتحويل "أحلامها" التنويرية إلى "واقع" يكسر المستحيل ويقهره، بل كانت تغوص في عالم الاعلام لتشق طريقها الخاص في رحلة بحثها للإجابة عن تساؤلات عقلها الكثيرة، ومن ثم محاولة النهوض بهذا القطاع المهم من عثرات التخلف والتقليدية والارتقاء بكيانه على الصعيد المعرفي، ودون استثناءات.

وإذا كان الثمن على هذه الأرض كبيرًا جدًا بالنسبة للرجال، فإنه أكبر كثيرًا حين تكون امرأة تعيش في بيئة لازالت تصطنع العراقيل تلو العراقيل لحرمانها من تحقيق طموحاتها وتحقيق أحلامها، وكم أجادت بزادوغ في تقديم صور من تحدين الواقع لتحقيق ما يشبه المستحيل.

وعلى مدى عقد من الزمن أضافت قويدر إلى تجربتها خصوبة معرفية وإنسانية ضاعفت من كنوز شخصيتها، إلى الحد الذي استحقت أن اكتب عنها في رؤية تحليلية منفردة لحكاية شخصية كانت ولا زالت ملهمة للكثير من بنات الجيل الحالي، وذلك جزاء لما قدمته لـ"صورة الإعلامية العربية" والتي اثبتت أن نضج تلك شخصيتها الاستثنائية كان من أهم أسباب حضورها على أكثر من صعيد.

ان حكاية يارا قويدر التي تجمع بين صور البهجة والسلام والأمل، كانت سببا في ان الغوص في سطور حياتها لاكتشف عالمًا جديدًا نعيش أيامه مع شخصيات قدمت الكثير، واستحقت جهودها أكثر من كثير.