28% من الشباب العربي عاطلون العمل... وتركيز على التوظيف الكترونياً

" مجله جنى " تحذيرات متتالية تعلنها منظمة العمل الدولية من مخاطر ارتفاع نسبة البطالة العالمية والتي يتوقع ان تصل الى نحو 6% هذه السنة ما يمثل زيادة في عدد العاطلين عن العمل بمقدار 3.4 ملايين شخص، فيما سجلت هذه النسبة بين الشباب ما يقارب 12%، ومن المتوقع ان يصل عدد العاطلين عن العمل في العالم إلى أكثر من 200 مليون شخص بحلول نهاية هذه السنة. أما عربيا، فتشير أرقام صندوق النقد العربي الى ان نسبة البطالة بين صفوف الشباب بلغت أكثر من 28% في المنطقة نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلدان العربية، كما ساهم انخفاض نسبة النمو الاقتصادي، وعجز الموازنات في العالم العربي في تعميق الأزمة، كذلك وصلت نسبة البطالة بين النساء الشابات، العربيات الى 43% مقارنة مع 13% في العالم، بينما وصلت نسبة البطالة بين صفوف الشباب المتعلّمين في الدول العربية إلى 40%، فيما بلغت نسبة السكان في العالم العربي الذين ليس لديهم فرص للوصول للخدمات المالية والتمويلية الرسمية إلى نحو 71%. أمام هذه الارقام، يجد صنّاع السياسات في الدول العربية أنفسهم مرغمين على التحرك سريعا لإستعادة النهوض الاقتصادي وعودة النمو للقطاعات، في الوقت يحتاج فيه الوطن العربي لتأمين ما يقارب 60 مليون وظيفة خلال العقد المقبل بحسب تقديرات الامم المتحدة.

بالفعل، تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واحدة من المناطق التي تمتلك أعلى نسبة من الشباب في العالم، ونتيجة لذلك، يتنافس الباحثون عن عمل من الشباب والخريجين الجدد بشدة على المناصب المبتدئة لضمان الحصول على وظيفة في وقت مبكر. ومن أجل تحديد مدى نجاحهم في تحقيق ذلك، قام بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، بإجراء استبيان بعنوان "البحث عن الوظيفة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وقد تم شارك في هذا الا الاستبيان 7,571 شخصاً من الإمارات، والسعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، والأردن، ومصر، والمغرب، والجزائر، وتونس، وسوريا وغيرها، وقد نتج منه تصريح أكثر من 6 من كل 10 مجيبين، اي ما يوازي نسبة 62,1% بأنه يمكنهم إيجاد المناصب المبتدئة التي تتناسب مع خلفيتهم التعليمية. كما يعتقد نحو نصف المجيبين في المنطقة (49,9%) بأن المناصب المبتدئة "متوافرة بكثرة في الشرق الأوسط"، بينما كان18% محايدين تجاه ذلك. أما في ما يتعلق بتوافر فرص العمل في القطاعات، صرّح حوالي نصف المجيبين (49,4%) بأن إيجاد المناصب المبتدئة في القطاع الخاص هو أكثر سهولة من القطاعات الأخرى، يتبعه القطاع الحكومي (18,2%) ثم المنظمات غير الحكومية (9,5%). في حين يعتقد 1 من كل 5 مجيبين (22,9%) بأنه لا يوجد فرق بين القطاعات من هذه الناحية. وأظهر الاستبيان بأن مواقع التوظيف الالكترونية هي أكثر وسيلة شيوعاً للبحث عن المناصب المبتدئة في المنطقة، اذ يستخدم 78,5% من الباحثين عن عمل مواقع التوظيف على الانترنت والمواقع الأخرى للبحث عن وظيفة، بينما يلجأ الربع تقريباً (23,8%) لاستخدم مواقع التوظيف الالكترونية فقط للبحث عن وظائف، تليها مواقع التواصل الاجتماعي (بحسب 9,3%)، ثم مواقع الشركات الالكترونية (5,8%) والجرائد (4,5%) وشبكة العلاقات الشخصية (1.9%). وقد وافق معظم المجيبين على فعالية مواقع التوظيف الالكترونية للبحث عن المناصب المبتدئة.

التحديات التي تواجه الباحثين عن عمل

برزت المنافسة الشديدة كأكبر تحدّ يواجه الباحثين عن عمل من الشباب والخريجين الجدد، حيث أظهر الاستبيان بأن 68% من المجيبين يوافقون على وجود منافسة كبيرة على المناصب المبتدئة. أما التحدي الثاني فيتمثل في دور الجامعات والمدارس في دعم الطلاب، حيث صرح حوالى ثلاثة أرباع المجيبين (74,6%) بأنهم لا يحصلون أو لم يحصلوا في حال تخرجوا سابقاً، على أي دعم مهني من جامعاتهم.

وفي ما يتعلق بالرواتب، وافق 30,6% من المجيبين على أن المناصب المبتدئة تقدم رواتب جيدة، في حين كان 19,6% حيادين بخصوص ذلك، أما بقية المجيبين (49,8%) يعتقدون العكس. ومن الجدير بالذكر أيضاً أن 17,4% فقط ينظرون الى الراتب المرتفع كأهم عنصر عند البحث عن وظيفتهم الأولى، في حين يبحث 42,5% من المجيبين عن فرص النمو المهني، و21,9% عن خبرة متعلقة بمجال دراستهم، بينما يبحث 18,2% عن الشركات ذات السمعة الجيدة أو ثقافة العمل الإيجابية. وعندما سُئل المجيبون عن الاستراتيجيات التي تمّيز المرشح عن غيره، قال 81,8% منهم ان فرص التدريب تجعل الشخص أفضل مرشح لشغل المناصب المبتدئة في حين وافق حوالى ثلثي المجيبين (65,5%) على ضرورة ارفاق خطاب مقدمة عند التقدم للمناصب المبتدئة. وتختلف آراء المجيبين حول أهمية العناصر المختلفة للسيرة الذاتية للمرشح، فقد شملت الأمور التي تجعل المرشح مثالياً للحصول على منصب مبتدئ: الخبرة المهنية (33,8%) والمهارات الشخصية والعامة مثل مهارات التواصل والعمل الجماعي (27,2%)، ثم المهارات التقنية والشهادات (26,4%) والشهادة الجامعية والمعدل التراكمي (12,6%). أما بالنسبة الى المجيبين الذي حصلوا على وظيفتهم الأولى، فقد صرح نحو النصف منهم (45,9%) بأن فترة الحصول على وظيفة استغرقت أقل من 3 أشهر، في حين قال 15,6% أن ذلك استغرق من 3 إلى 6 أشهر، و23,8% من 6 إلى 12 شهراً، بينما قال14,7% فقط أن الأمر استغرق أكثر من سنة.