مثقفون عُمانيون: لا نعرف إلا فلسطين واحدة عاصمتها القدس

"مجلة جنى" تحت عنوان "إعلان براءة وذمة"، كتب الشاعر والسينمائي العُماني عبد الله حبيب (1964) على صفحته في فيسبوك "أعلن أنا المواطن العُماني عبد الله حبيب استهجاني الشديد للبيان الصادر من وزارة الخارجية في بلادي عن تأييدها لما حدث من تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني، وأعرب عن تخوّفي من أن تكون بلادي هي المُستهدف الثاني في الخليج بهذا التطبيع، وأتمسك بأني عربي وأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لهذه الأمة إذا ما هي أرادت أن يكون لها مكان تحت الشمس".

إعلان عبّر عن ضمائر المثقفين العُمانيين الذين تسارعوا لإصدار بيان يرفضون فيه "وبشكل واضح كل أشكال التطبيع التي تمارسها الأنظمة العربية الحاكمة مع الكيان الصهيوني الغاصب"، ومؤكدين أن "كل اتفاق يُبرمه أي نظام عربي من المحيط إلى الخليج هو حبر على ورق لا يمثل إلا من يدّعونه، وكل اتفاق على هذه الشاكلة هو اتفاق لا قيمة له من الأساس، لأن أصحاب الحق، الشعب الفلسطيني، ليسوا طرفًا فيه، ولا نخالهم يفرّطون لا في كرامة الأرض ولا في شرف التاريخ ولا وعود المستقبل".

وافتتح البيان بالقول "نحن الموقعون على هذا البيان: نشهد بأننا لا نعرف إلا فلسطين واحدة، عاصمتها القدس الشريف، شعبها سواء ذاك الذي ما زال متشبثًا بالبقاء على أرضه التاريخية، أو ذاك الذي أجبرته الهزائم والخذلانات على الشتات والمنافي، هو السيد الوحيد، وهو صاحب الحق الأوحد في تقرير مصيره بالدفاع عن وجوده ومقاومة كل أشكال النهب والتقسيم والمتاجرة بقضيته العادلة، هو الجدير باختيار من يمثله ويمثل آماله وتطلعاته في الداخل والخارج".

لا تزال صفحات الكتّاب والناشطين العُمانيين تحتشد بتوقيعات جديدة

وضمّت قائمة الموقعين بالإضافة إلى عبد الله حبيب، كلًا من الكتّاب والإعلاميين والناشطين زاهر الغافري، وصالح العامري، وإبراهيم سعيد، وحبيبة الهنائي، وسعيد سلطان الهاشمي، ومحمد العجمي، وسيف عدي المسكري، وعلوي المشهور، ووضحاء الكيومي، ومالك المسلماني وهلال البادي، وزاهر المحروقي، وسليمان المعمري، وسمية اليعقوبي، والمختار الهنائي، وحمود الشكيلي، ومحمود الرحبي، وحمود سعود، والخطاب المزروعي، ويعقوب الخنبشي، وسعيد الحاتمي، وكمال حسن علي، وعلوي المشهور باعمر، ومحمود حمد.

ومع نشر البيان في عدد من وسائل الإعلام العربية يضمّ توقيعات خمس وعشرين شخصية، بادر عدد من هؤلاء إلى فتح باب التوقيع أمام جميع العُمانيين بعد تساؤلات الكثير عن رغبتهم بتسجيل موقفهم، ولا تزال صفحات الكتّاب والناشطين العُمانيين تحتشد بتوقيعات جديدة.

الموقعون: فلسطين ستبقى قضيتنا الوجودية والأخلاقية الكبرى، تسبقنا إليها وتذكرنا بها دومًا؛ دماء الشهداء وتضحيات المقاومة

ويتضمّن البيان "إننا كشعوب وأفراد يحتّم علينا واجبنا تجاه ضمائرنا، وتجاه إخوتنا وأحبتنا في فلسطين، دعمهم والوقوف بجانبهم حتى ينالوا حقوقهم كاملة غير مجزأة"، مضيفاً أن "السجل غير المشرف بالهزائم التي تسبّبت بها هذه الأنظمة طوال الاثنين وسبعين عاماً الماضية للقضية الفلسطينية لا يؤهلها لأن تكون ذات مصداقية أمام شعوبها وأمام العالم.  سِجلّ من الهزائم والانكسارات على شكل اتفاقيات لم تخدم إلا المحتلّ الغاصب، ولم تصب إلا في مصلحة توسّعه السرطاني، وإعادة تمركزه في المنطقة سعياً إلى تدميرها وتشويه وعي أجيالها تجاه قضاياهم المصيرية. أما فلسطين فهي براء من ذلك كله، فلسطين ستبقى قضيتنا الوجودية والأخلاقية الكبرى، تسبقنا إليها وتذكرنا بها دومًا؛ دماء الشهداء وتضحيات المقاومة".

وأوضح البيان أن "أبناء عُمان من كتاب وأدباء ومثقفين وصحافيين ومهنيين، من أجيال مختلفة وأطياف متنوّعة يرفضون رفضًا قاطعًا فصلهم عن قضيتهم المركزية؛ القضية الفلسطينية. كما يدعون جميع الأنظمة إلى العودة إلى رشدها واحترام إرادة ووجدان شعوبها الذي تمثل فلسطين فيه الركن الأساس"، لافتاً إلى أن "الموقعين على هذا البيان يلفتون عناية هذه الأنظمة إلى التركيز على تنمية بلدانها ومصالحة مواطنيها بالعدل والمساواة وتعزيز الحريات ومحاربة الفساد وإيقاف الهدر في الموارد البشرية والطبيعية. فلا خير يُرتجى من الصهيونية ولا من كيانها الغاصب. إن طريق شرعية كل نظام حاكم يبدأ وينتهى عند شعبه لا من أي مصدر آخر مهما أبدى القوة والنفوذ". وختم الموقعون بيانهم بالقول "عاشت فلسطين، وعاش شعبها حرًا أبيًا".