26 فنانا وكاتبا عربيا يحللون "فلسطين في الدراما العربية"

الكتاب أصدره مهرجان القدس السينمائي الدولي ليكون بمثابة دليل حول تناول السينما والمسلسلات والمسرح للقضية الفلسطينية.


هناك مقاربات مختلفة للقضية الفلسطينية فيلم "200 متر"

"مجلة جنى" تناولت الدراما العربية القضية الفلسطينية في عدة أعمال، منها السينمائية ومنها التلفزيونية، أعمال مسحت تاريخا واسعا لفلسطين منذ سنة 1917 بداية الانتداب البريطاني إلى سنة 1967 العام الذي يعرف بعام النكسة.

العديد من الأفلام السينمائية وكذلك المسلسلات الدرامية التي تناولت القضية الفلسطينية، ومن بينها أعمال كانت سطحية وتجارية فيما استطاعت أعمال أخرى أن تبرز واقع الشعب الفلسطيني المرير وأن تكشف قضاياه بشكل مختلف، وأن تقوم بإنارة ما خفي وتم طمسه من هذه القضية.

لكنّ عددا هاما من هذه الأعمال في الدراما والسينما، ظل في أحيان كثيرة محصورا في جوانب نمطية سواء منها ما تعلق باللهجة أو جوانب الحياة والشخصية الفلسطينية التي تصورها وحتى في تناولها للقضية من جانب أحادي جعلها تفقد جانبها الإنساني وتدخل في الكليشيهات.

وكما قال الناقد الهادي بكوش فـ”إن الدراما لا تكتب التاريخ ولكنها تسلط الضوء على ما بين السطور، وتجسد المرحلة التاريخية من خلال أشخاص أو أسماء ربما لم تكن موجودة كاسم ولكن موجودة كحدث. فالدراما عندما تكون حرة فإنها قطعا لن تكون أداة تلميع ولكنها تكون بؤرة ضوء توضح الحقيقة دون تزييفها”.

ولفهم الدراما التي تناولت القضية الفلسطينية بشكل أشمل وللوقوف على ما لها وما عليها، يأتي كتاب جديد بعنوان “فلسطين في الدراما العربية” حول هذه القضية، وقد أصدرته أخيرا إدارة مهرجان القدس السينمائي الدولي، والتي تعمل بالشراكة مع وزارة الثقافة الفلسطينية وبالتعاون مع جمعية رؤية شبابية، حيث قدمت الكتاب بالتزامن مع انطلاق فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان القدس السينمائي الدولي.

 وذكر الدكتور عزالدين شلح رئيس مهرجان القدس السينمائي الدولي بأنها المرة الأولى التي يصدر فيها المهرجان كتاباً معربا عن شكره للجهود التي بذلتها الناقدة السورية لمى طيارة في إعداد الكتاب ولجهود الفنانين الـ26 الذين شاركوا فيه، مما يساهم في بلورة رؤية سينمائية ثقافية حول القضية الفلسطينية، وذلك من 14 دولة عربية هي مصر، سوريا، لبنان، الأردن، العراق، السودان، تونس، الجزائر، المغرب، ليبيا، الكويت، السعودية، البحرين، بالإضافة إلى فلسطين.

وأوضحت طيارة أن الكتاب يحتوي على أربعة فصول رئيسية، الفصل الأول منها بعنوان “ملامح” والذي يرصد ملامح فلسطين من خلال بعض الأعمال الدرامية التي صورتها، وقد ساهم فيه كل من الكاتبة السورية ديانا جبور، والناقد المغربي محمد أشويكة والروائي الجزائري واسيني الأعرج، والناقد اللبناني مالك خوري، والسيناريست الأردنية الفلسطينية إيمان السعيد، ويغوص هذا الفصل عميقا في الملامح التي وصلت لها الدراما بشقيها السينمائي والتلفزيوني في تطرقها للقضية الفلسطينية.

 ويتناول الكتاب في فصل ثان “دور الفنان في دعم ومساندة القضية الفلسطينية”، وقد شارك فيه كل من الباحث السينمائي تيسير المشارقة من الأردن والمخرج الفلسطيني يحيى بركات والناقد السوري إبراهيم حاج عبدي، إلى جانب الناقد المغربي مصطفى الطالب والموسيقي اللبناني سليم سعد والممثلة الأردنية نهى سمارة والمخرج العراقي صالح الصحن، والكاتب والمنتج السوداني طلال عفيفي، وناقش هؤلاء الفنانون بعض الجوانب الذاتية أو الموضوعية التي شغلتهم هم أنفسهم في تناولهم لطريقة دعم ومساندة القضية الفلسطينية، حيث يضطلع الفنان بدور محوري في مساندة الشعوب والوقوف إلى جانب القضايا العادلة وكشف كل ملامحها سعيا إلى ترسيخ القيم الإنسانية ومساندة الإنسان.

ويتناول الكتاب في قسمه الثالث “فلسطين محطات سينمائية خالدة” بعض الأعمال التي خلدت فلسطين صورة وقضية وتمكنت من رصد خفايا الشعب الفلسطيني وهواجسه وآلامه كما آماله، ويتوقف فيه المشاركون على تجارب سينمائية خلدت في ذاكرة الشعوب، كما فعل الكاتبان الجزائريان محمد الأمين بن ربيع وجمال محمدي في تناولهما لفيلم “سنعود”، أو كما فعل المنتج والسيناريست البحريني فريد رمضان حين كتب عن فيلمه “حكاية بحرينية”، أو ما كتبه القاص والسيناريست السوري ممدوح حماده كمقارنه ما بين رواية “السكين” ما بين الأدب والسينما.

أعمال سينمائية تبرز واقع الشعب الفلسطيني المرير وتكشف قضاياه بشكل مختلف، وتنير ما خفي وتم طمسه من هذه القضية

ورصد الفصل الرابع، فلسطين في السينما العربية، شبه مسح للأعمال السينمائية التي تطرقت للقضية الفلسطينية وقدمت في بعض البلدان العربية، وكان من أكثر الفصول زخما، وشارك فيه كل من الناقد المغربي أحمد بوغابة، والناقد العراقي إبراهيم نعمه محمود، إلى جانب الناقدة لمى طيارة، والمخرج التونسي وسيم القربي، والمخرج الليبي ميلود العمروني، والناقد والمخرج المصري أحمد عاطف الدرة، والأكاديمي الباحث في صناعة الأفلام الوثائقية الفلسطيني خالد الحلبي.

 وقدم الفصل الخامس والأخير، القضية الفلسطينية والمسرح، من خلال مساهمتين، الأولى من الكويت عبر الكاتب والناقد المسرحي علاء الجابر، والثانية من المملكة العربية السعودية عبر الناقد والكاتب عباس الحايك. ففلسطين حاضرة بكثافة في المسرح العربي من خلال أعمال كان لها نجاح كبير في طرقها المختلف للقضية.

ونذكر أن الغلاف الفني الذي خصص لهذا الكتاب، تم اختياره من المجموعة الفنية للفنان الفلسطيني فتحي غبن، وهي لوحة كان قد رسمها لتمثل حاله درامية لجانب من الحياة الفلسطينية.