"حكاية ياسر".. مسلسل للأطفال يروي سيرة عرفات من مولده حتى استشهاده

"مجلة جنى" كتب يوسف الشايب: اسمي ياسر، وفي وقت لاحق أصبح أبو عمّار، ولدتني أمّي زهوة عند أهلها في القدس العام 1929، ثم عادت مسرعة إلى القاهرة عند أبي عبد الرؤوف. كنتُ في الرابعة عندما حدثت مأساة وفاة أمي، وعدت إثر ذلك مع شقيقي الأصغر فتحي إلى بيت جدّي سليم في القدس. بقينا هناك حوالى أربع سنوات، هكذا شهدتُ وعشتُ مع الكثير من أبناء شعبي الأحداث الكبيرة في هذا المكان المقدس، خاصة أحداث ثورة 1936".. جاءت هذه العبارات في مطلع المطوية الترويجية لمسلسل الأطفال المُصوّر، "حكاية ياسر"، الذي أطلقته مؤسسة ياسر عرفات، الجهة المنتجة، أمس، من متحف ياسر عرفات بمدينة البيرة.

المسلسل عن نصّ من إعداد كاتب القصة والشاعر أنس أبو رحمة، وأداء الفنانة شادن سليم، إذ جسدت فيه دور الحكواتية على مدار تسع حلقات من إخراج رائد شراب، ومونتاج محمد ناجي، مدة كل حلقة منها خمس دقائق، وتروي بطريقة مبسطة حكاية الزعيم المؤسس والرئيس الشهيد ياسر عرفات من لحظة ولادته إلى لحظة استشهاده، في دمج ما بين الأداء، والرسوم المتحركة (أنيميشن)، والفيديوهات التسجيلية، والصور، وغيرها.

وأطلق رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات د. ناصر القدوة، سلسلة "حكاية ياسر"، بكلمة خاطب خلالها الأطفال ممن احتلوا الصفّ الأول، قائلاً: "حكاية ياسر" لكم، للأطفال الفلسطينيين والعرب ولأصدقائهم في العالم، وهي عن ياسر عرفات، أبيكم وأخيكم وصديقكم، وهذا الإنتاج صنع لكي تتشبعوا هذه الحكاية، وتسيروا على هداها، ففي المستقبل سيكون واحد منكم هو ياسر عرفات الجديد، والشعب الفلسطيني بحاجة إلى ذلك.. موجهاً شكره لكل من عمل على إنجاز هذا العمل، لافتاً إلى أن إنجاز "حكاية ياسر" يأتي تعبيراً عن إيلاء مؤسسة ياسر عرفات، الطفل الفلسطيني أهمية خاصة في عديد برامجها، لا سيما أن أطفال فلسطين أثبتوا بشكل واضح ابداعهم بطرق يصعب تصديقها أحياناً، وعلينا الإيمان بهم.

وفي مداخلة له، عقب عرض الحلقات التسع لمسلسل "حكاية ياسر"، شدد وزير الثقافة د. عاطف أبو سيف، على أهمية ما تقوم به مؤسسة ياسر عرفات من تعميم إرثه للجميع، ولجيل الأطفال واليافعين على وجه الخصوص، فعرفات موجود في دواخلنا جميعاً، ولكل فلسطيني حكاية خاصة معه أو عنه.. وقال: لا يوجد أي زعيم خالد في ذكرى شعبه مثل ياسر عرفات، باعث الكينونة الوطنية الفلسطينية الحقيقية.

وأكدت الفنانة شادن سليم في حديث لـ"الأيام" على أهمية العمل وخصوصيته، قائلة: التجربة شيقة ومهمة جداً بالنسبة لي، فقد تعرفت على الكثير من التفاصيل التي كنت أجهلها عن الرئيس الراحل، وأحببت فكرة تعميم مثل هذه المعلومات، خاصة في أوساط الأجيال اليافعة، والأطفال تحديداً، لاسيما في الزمن الذي تسيطر فيه التكنولوجيا على حيواتهم.. العمل المصوّر بطريقة مبسطة لن تبتعد عن استثمار الوسائط التكنولوجية لتعميم ثقافة وطنية ومحتوى مفيد للأطفال، وأرى أن اختيار حكاية الرئيس عرفات لتعميمها على الأطفال خيار موفق، ليس فقط لكونه رمز الشعب الفلسطيني والقضية والنضال الوطني، بل لما تحمله من دلالات ومن رسائل تربوية وأخلاقية مهمة للأطفال.. لم يكن الأمر هيّناً عليّ، فالمسؤولية كبيرة، وأتمنى أن أكون وُفقت في ذلك.

وتفاعل الأطفال، على قلتهم، تبعاً لإجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضتها جائحة "كورونا"، مع العمل في عرضه الأول بالمتحف.. وقالت الطفلة جود مجدي لـ"الأيام": العمل جميل.. أحببته، لأنني أحب الرئيس ياسر عرفات، قدوتنا، وعنوان فلسطين.. عرفنا من خلاله معلومات لم نكن نعرفها عنه، وهو مصنوع بشكل مبسط"، في حين قالت الطفلة رزان النمر: "جئت لأشاهد عرض مسلسل للأطفال عن حياته.. أحب الرئيس عرفات لأنه كان يحب شعبه، ويدافع عن القضية الفلسطينية، والمسلسل جعلني أعرف ما لا أعرفه عنه، خاصةً حين كان طفلاً وشاباً".