التونسية ياسمين صكلي أفضل معلمة في العالم.. فما أسرار تميزها؟‎


الشابة التونسية ياسمين توجت كأفضل معلمة في العالم ضمن مجموعة ضمت 100 معلم

"مجلة جنى" توجت الشابة التونسية ياسمين الصكلي بلقب أفضل معلم في العالم ضمن قائمة ضمت 100 معلم من دول مختلفة، اختيروا من بين آلاف المعلمين، الذين شاركوا في مسابقة دولية بعنوان "تلاميذ العالم يطالعون" نظمتها "جوائز المعلم العالمية" (AKS education awards)، وهي مركز بحوث تربوية مقره الهند.

في حوارها مع الجزيرة نت تتحدث ياسمين عن سر تميزها وعن تفاصيل مشاركتها، وما النصائح التي يمكن أن تقدمها للمعلمين في العالم العربي وأنحاء العالم.

ما هي شروط المسابقة العالمية التي توجت فيها من بين أفضل المعلمين في العالم؟

من أهم شروط المسابقة يجب أن يكون المترشح معلما يمارس مهنة التعليم، ويتم التسجيل على 3 مراحل، حيث تصادق إدارة مدرستك في البداية، وتؤكد أنك فعلا تزاول مهنة التعليم لديها، وترشح معك 5 معلمين آخرين، ثم تقوم بالتعريف بمشروعك التربوي الذي ستشارك به في المسابقة.


ياسمين أثناء تكريمها من رئاسة الحكومة التونسية

حدثينا عن تفاصيل مشروعك التربوي الذي شاركت به في المسابقة؟

مشروعي بعنوان "تلاميذ العالم يطالعون"، وهو على 3 مراحل، حيث وثقت لهم في البداية أن مشروعي كان بعنوان "تلاميذ قسمي يطالعون"؛ أي إنني أطبق فكرتي في عملي اليومي منذ أكثر من 3 سنوات، والمتمثلة في توظيف القصة الرقمية في الفصل، حيث أقوم بإعداد القصص الرقمية بنفسي على شكل كتاب، فيتصفح التلميذ ذلك الكتاب ليجد صورا وأصواتا لشخصيات متحركة على عكس القصص التقليدية، وقد قمت بتعميم الفكرة على مدارس عديدة في كامل البلاد ومررتها لقرابة 3 آلاف معلم قبل تتويجي؛ لأنني أردت أن أنشر فكرة القصص الرقمية في وطني ثم في كافة أنحاء العالم.

أنت تدرسين كمعلمة في مدرسة حكومية تونسية ما الذي يحظى به تلاميذك إضافة للمقرر الرسمي المقدم من الوزارة؟

فضلا عن البرنامج المقدم من وزارة التربية أردت أن أقدم شيئا ما لتلاميذي وتلاميذ وطني والعالم، فطورت مشروعي في التكنولوجيا الرقمية، وهو ما يتمتع به تلاميذي منذ 3 سنوات، حيث تمرر لهم القصص والنصوص الموجودة في كتبهم بطريقة سلسة ومتطورة، وترغبهم أكثر في الإقبال على المطالعة.


رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي يكرم ياسمين بعد تتويجها بجائزة أفضل معلم في العالم

تعملين من خلال مشروعك على تغيير الأوضاع التعليمية التقليدية.. برأيك هل اقتربنا من الاستغناء عن اللوح والطباشير؟

فعلا أعمل من خلال مشروعي على تغيير الأوضاع التعليمية التقليدية، وعلينا أن ننطلق في التخلي الجزئي عن اللوح والطباشير، صحيح هي مهمة ويجب أن تكون موجودة للتعلم وتحسين الخط مثلا؛ لكنها ليست مجدية في حل المسائل الرياضية أو فهم النصوص بطريقة سهلة وسريعة.

أحد أبنائك كان له دور في إلهامك بفكرة المشروع التربوي الذي توجت من خلاله في المسابقة كيف ذلك؟

صحيح، ابني كان له دور كبير في تفكيري بهذا المشروع، فقد كان يعاني صعوبة في التعلم، ولم تنفعه الطرق التقليدية، في حين لاحظت تحسنا واضحا في تعلمه حين ابتكرت القصة الرقمية والكتب الناطقة، التي يتصفحها بشغف، فهو يتلقى الكلمة بالصوت والصورة، فترسخ أكثر في عقله.

خلال جائحة كورونا انتشرت ظاهرة التعليم عن بعد، ومشروعك رقمي بالأساس، فهل ترين أن العالم يمكن أن يستغني عن التعليم التقليدي، ولماذا؟

أظهرت جائحة كورونا مدى حاجتنا للتعلم عن بعد، وهو مهم خاصة في تقليص مدة الوجود في المدارس، فهناك مواد لا مشكلة في تدريسها عن بعد بصفة دائمة؛ لكن باعتقادي لا يمكننا الاستغناء عن التعليم التقليدي، بل يجب علينا المراوحة بينهما.


المعلمة ياسمين: علينا ترغيب التلميذ العربي في التعلم والابتكار

ما هي أهم النصائح التي تقدمينها لمعلمي العالم العربي؟

أهم نصيحة يمكن أن أقدمها للمعلم العربي هو التخلي عن الطرق التقليدية في التعليم، فالمعلم يجب أن يبتكر ويبدع ويطلق العنان لتفكيره لا أن يتقيد بالدرس المفروض عليه فقط، ونحن أمة اقرأ، علينا أن نثبت أننا قادرون على الإبداع والتعلم وتوظيف التكنولوجيا في الفصل، فقد سبقنا الغرب بأشواط في هذا المجال؛ لكن ما يزال بإمكاننا اللحاق بالركب ومواكبة طرق التعليم الحديثة، وترغيب التلميذ العربي في التعلم والابتكار.

المصدر: الجزيرة