سلوى بكر

"مجلة جنى" صاحبة أفضل تجربة روائية في مصر والوطن العربي كافةً، استطاعت بأسلوبٍ غير مسبوق أن تمزج الأمور السياسية، والتاريخية، والاجتماعية. حازت الكثير من كتاباتها على الطابع التنويري في وسط مجتمع غلبت عليه الصورة المحافظة. واستطاعت سلوى بكر أن تنور المجتمع بأفكارها التي قدمتها بأسلوبٍ لم يتخطى ما فرضه هذا المجتمع.

شهدت الكثير من الأحداث التاريخية التي مرّت بها مصر وقد انعكس ذلك بشكلٍ كبيرٍ في أعمالها. وقد صرّحت أنها من أنصار الحركية اليسارية وبشكلٍ خاص خلال عهد السادات. أرادت من خلال رسالتها أن تسلط الضوء على الإنسان، بغض النظر عن جميع الفروقات التي تفرق بين الآخرين.

بدايات سلوى بكر

وُلدت سلوى بكر في العاصمة المصرية القاهرة في العام 1949. كان والدها يعمل في مجال النقل في سكك حديد مصر. ولكنه توفي مبكرًا فتحملت والدتها عاتق تربية الأولاد. درست سلوى في جامعة عين شمس في كلية التجارة بقسم المحاسبة. وتخرجت منها بشهادة بكالوريوس عام 1972. ولكن شدّها حبها للأدب والكتابة إلى الانخراط بدراسة هذا المجال. فدرست النقد المسرحي، وتخرجت عام 1976

أبدت اهتمامها بشكلٍ صريح بالرواية والتأليف بعد الفترة التي استلم فيها السادات الحكم، وبعد أن صرّحت عن انتمائها للحركة اليسارية. وقد اختارت هذا المجال لأن السياسة لم تعد تلبي ما تريد أن توصله لهذا العالم.

بعد أن أنهت دراستها توجهت لمجال نقد الأفلام والمسلسلات قبل منتصف الثمانينات، في عدد من المجلات والصحف العربية المختلفة. حتّى أنها مارست القليل من هذه المهنة خلال تواجدها مع زوجها في قبرص، ولكنها عادت إلى مصر لتنطلق في المسيرة الأدبية التي كانت بانتظارها. وعلى وجه التحديد بدأت سلوى إنتاجها الأدبي في العام 1979

إنجازات سلوى بكر

كان أول إنجازٍ أدبي لها هو مجموعة من القصص حملت اسم "حكاية بسيطة" عام 1979، وقد نشرتها سلوى بنفقتها الخاصة. ولاقت هذه المجموعة نجاحًا كبيرًا، وذلك نظرًا لتوجهها الشامل الذي تخطى كافة الألوان، والأديان، والأعراق.

وفي العام 1984 أصدرت مجموعتها الثانية تحت اسم "مقام عطية" أو "رواية عطية" التي نشرتها لها دار الفكر.

وكان النجاح الأبرز لها في مطلع التسعينات بعام 1991 بعد أن نشرت روايتها الأولى "العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء". وقد طالت هذه الرواية العالمية عبر ترجمتها إلى أكثر من 17 لغة عالمية. منها الإنجليزية، والإسبانية، والألمانية، والتركية، والكورية والعديد غيرها.
واقتصرت فترة التسعينات على مجموعاتٍ قصصية لاقت نجاحًا كبيرًا وإعجابًا أكبر من الجمهور الذي لم يتوقع قط القليل من سلوى. ففي عام 1992 نشرت مجموعة "عجين الفلاحة" القصصية، ونشرت في العام نفسه مجموعة "كيد الرجال".

وفي العام الذي تلاه نشرت مجموعة "وصف البلبل". أما مجموعة "أرانب" فقد كانت من نصيب عام 1994، وجميعها كان صادرًا عن دار "سينا للنشر". وفي العام 1996 طرح درا النديم مجموعتها القصصية "إيقاعات متعاكسة".

وكان العام 1998 عامًا فاصلًا في حياة سلوى؛ ففي هذا العام نشرت رواية "البشموري" والتي طرحت فيها موضوعًا لم يتجرأ أحد من قبل أن يقدمه. فقد تناولت فترة الخلافة الإسلامية في البلدان التي تعرضت للغزو ومن ضمنها مصر.

واختتمت سلوى فترة التسعينات بتمثيلية "نونة الشعنونة" في العام 1999 التي قدمت بطولتها حنان ترك. ومع مطلع الألفية وبالتحديد عام 2002 أصدرت هيئة مصر العامة أول مسرحية من تأليف سلوى تحت اسم "حلم السنين". وفي العام الذي تلاه أصدرت سلوى روايتها الثالثة تحت اسم "سواقي الوقت"، كما أصدرت في العام نفسه مجموعة "شعور الأسلاف" القصصية.

وفي العام 2004 قدمت لنا سلوى صورة رائعة للجانب الإنساني والضمير الذي دائمًا يتورط بحروبٍ لا دخل له فيها. وذلك عن طريق رواية "كوكو سودان كباشي". وفي عام 2006 عادت سلوى بالتاريخ ومزجته مع الحاضر عبر رواية "أدماتيوس الألماسي" وقدمت في العام نفسه مجموعة "من خبر الهناء والشفاء" القصصية.

وتوارت سلوى لفترة عن الأنظار لتعود في العام 2010 برواية "الصفصاف والآس" التي تناولت جانبًا من معركة الأهرام الشهيرة. ونشرت في العام نفسه مجموعة "وردة أصبهان" القصصية.

ولم تغفل سلوى عن التطورات التي شهدتها مصر بعد ثورة يناير. فعبرت عن رأيها بأسلوبها المميز من خلال مجموعة قصص حملت اسم "ذات الكف الأسود".

حازت على جائزة "دويتشه فيله" مقدمة من الإذاعة الدولية الألمانية عام 1993

وفارت بجائزة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في دورتها الثامنة، لعام 2017