صابرين طه

"مجلة جنى" صابرين طه صحفية ومنتجة في قطاع الإعلام المرئي والمسموع، حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة بيرزيت وماجستير الإنتاج للإعلام والسينما من أكاديمية نيويورك للأفلام في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأميركية.

ولدت ونشأت في مدينة القدس في البلدة القديمة وخلال سنوات دراستها في المراحل الاعدادية والثانوية كانت صابرين مهتمة بالعمل المجتمعي والإعلام وكانت تصور الفيديوهات وتسجّل المقابلات مع سكان المدينة وتتحدث معهم عن حياتهم وحرفهم وبضائعهم، وفازت وهي ما تزال طالبة في المرحلة الثانوية بالمركز الثاني في كتابة القصة القصيرة عن القدس في جائزة "القدس على بالي"، ونشرت العديد من الخواطر والمقالات في جريدة القدس عبر سنوات دراستها في المرحلة الإعدادية والثانوية.

انضمت إلى جامعة بيرزيت عام 2009 وحصلت على شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام في العام 2013، تطوعت خلالها صابرين في مؤسسة بيالارا الإعلامية وعملت في تقديم وإنتاج برنامج علّي صوتك على شاشة تلفزيون فلسطين..

دراسة الإعلام في جامعة بيرزيت حفّز صابرين على التطور في الإعلام والاستفادة من كل معلومة في التخصص. وكان مشروع تخرجها يركّز على تجربة تغطية الإعلام لمدينة القدس..

اهتمام صابرين بالإعلام والإنتاج قادها للمشاركة بالعديد من الورشات والدورات التعليمية في ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية في جامعة UCLA في كاليفورنيا لدراسة المؤسسات الإعلامية الأميركية. وأنتجت فيلمها القصير الأول "من الصفحة الأولى" في العام 2010 ضمن ورشة "عشرة أيام في الضفة الغربية" من Beleza Film ومعهد غوتة والذي عرض لأول مرة في رام الله ثم في مصر وألمانيا حيث تمت دعوتها لحضور العرض. وانشأت واحدة من أوائل مجموعات التصوير في القدس "صوّر ع الماشي في القدس" بهدف توثيق المدينة وأحياءها وأهلها، حيث شارك العديد من المتطوعين في جولات المجموعة العديدة معها بهدف التوثيق والتعلّم.

قدمت صابرين العديد من البرامج والتقارير ومن بينها برنامج المسابقات الرمضانية المنتج بجهود شخصية بسيطة في العام 2012 "هون فلسطين" والذي كان يهدف لتعريف الناس، بالقدس فتركّزت أسئلته على القدس وشوارعها وتاريخها وأهلها. العديد من هذه البرامج والفيديوهات حصلت على ملايين المشاهدات لأهميتها وبساطتها، بما فيها تحدثها في مؤتمر الفكر العربي في دبي 2011 ومؤتمر الفكر الجديد في الأردن 2012 واستوديو الفكر الجديد في الأردن في 2013. حيث تحدثت عن حياتها في القدس وتجربة دراستها وتطوعها في الإعلام والوضع العربي حالياً، حيث لاقت هذه التجارب استحسان المحيطين بها ونالت إعجاب الكثيرين لأنها نقلت الواقع الفلسطيني بشكل بسيط وعفوي.

بعد تخرجها من مرحلة البكالوريوس عملت صابرين في الأردن في إنتاج مجموعة من الأعمال الدرامية التي عرض بعضها في رمضان 2013 على شاشة تلفزيون رؤيا الأردنية مثل "حكي جرايد، وحكي قطايف، والجار قبل الدار، وشرش الطول". ثم انتقلت بعدها للعمل في شبكة الإعلام المجتمعي وراديو البلد وساعدت في تدريب العديد من الأفراد وتحديداً النساء في الأردن على إنتاج الفيديو والقصص المرئية والمسموعة.

في العام 2014 انضمت صابرين لوكالة رويترز للأنباء في القدس وعملت كمنتجة أخبار تلفزيونية لمدة أربعة أعوام ونصف، شاركت خلالها وبعدها في إنتاج العديد من القصص للجزيرة الإنجليزية والعربية والتلفزيون التركي TRT World وARTE الألمانية وتلفزيون العربية وSky News وSky News Arabia وغيرها من الجهات الإعلامية والمؤسسات الدولية والعربية للتركيز على الوضع الفلسطيني وتغطية أبرز الأحداث في المنطقة.

سافرت صابرين إلى الولايات المتحدة الأميركية في العام 2014 مع مجموعة من الصحفيين للمشاركة في برنامج الأمم المتحدة لتدريب الصحفيين الفلسطينيين وزارت العديد من المؤسسات الإعلامية الأميركية وقابلت العديد من الشخصيات الإعلامية والسياسية الهامة كجزء من التدريب، وتعرفت على بيئة إنتاج المواد الإعلامية في الأمم المتحدة وأهمية هذه التغطية.

كان لصابرين الفرصة كذلك في العمل كمنتجة ميدانية للفيلم الوثائقي الحائز على الجوائز العالمية The Judge القاضية والذي يتحدث عن أول قاضية شرعية في فلسطين والوطن العربي وهي القاضية خلود فقيه. وعملت كذلك في إنتاج تجارب الأداء لبرنامج Arab Idol في رام الله في العامين 2013 و2014 وإنتاج احتفالات ستة اكتوبر في مصر واحتفالات العيد الوطني الإماراتي في أبو ظبي في العام 2015

في العام 2019 انتقلت صابرين للعمل في شركة صوت لإنتاج البودكاست بالأردن كمديرة للإنتاج وقامت بإنتاج العديد من برامج البودكاست الرائدة في المنطقة، مثل بودكاست دم تك، وبودكاست مساحة وغيرها، وعملت على إنتاج بودكاست لحظة للجزيرة في موسمه الأول من فريق صوت، وساعدت في إنتاج وتحرير العديد من البرامج الأخرى مثل بودكاست عيب وغيرها. كما قامت بإعطاء الكثير من التدريبات في البودكاست في الأردن والمنطقة العربية وتمت دعوتها في نفس السنة لمؤتمر Prix Italia في روما إيطاليا للحديث عن البودكاست في المنطقة العربية.

في نهاية العام 2019 حصلت صابرين على منحة فولبرايت الأميركية لدراسة الماجستير في الولايات المتحدة الأميركية وانتقلت في بداية عام 2020 إلى لوس أنجلوس كاليفورنيا للدراسة في أكاديمية نيويورك للأفلام New York Film Academy وحصلت على درجة الماجستير في العام 2021، شاركت خلالها في العديد من المناقشات الهامة المرتبطة بالإنتاج في منطقتنا العربية والزيارات لأهم المراكز والمرافق الإعلامية في هوليوود وغيرها.

تعمل صابرين اليوم في إنتاج المحتوى وإعطاء التدريبات بشكل حرّ ومع مؤسسات مختلفة واختيرت لتشارك للسنة الثانية على التوالي في لجنة مناقشة مشاريع طلاب الماجستير لمعهد الإعلام الأردني.

تطمح صابرين لإكمال مسيرتها في إنتاج البرامج والأفلام وغيرها وتطوير أدواتها للتركيز على قضية شعبها وأهلها بكل الطرق الممكنة كما اعتادت أن تفعل في كل المحافل والفرص التي قدمت لها عبر السنوات.

 وتقول صابرين بأن عائلتها كانت داعماً كبيراً لها في مسيرتها وطموحها وتضيف بأن "بيرزيت فتحت الأبواب أمام عينيّ لفهم واقع الإعلام والإنتاج وإمكانية التطور فيه، وأنا مؤمنة بأن ما تقدمه بيرزيت من فرص في تعلم الإعلام والصحافة للطلاب لا تقدمها الكثير من الجامعات في المنطقة، لذا أنا ممتنة لتلك السنوات ولتلك التجربة جداً. أما من ناحية الإنتاج فهو عملية تعلم مستمرة، حيث كنا نعمل على مدار الساعة وأثناء العطل الرسمية والأعياد والظروف السياسية الصعبة لنتمكن من إنتاج محتوى حقيقي وممتع ومفيد بدون الالتفات للتريند Trend أو سرعة الانتاج وحسب، وإنما لبذل كل الجهود الممكنة لرواية القصة بكل صدق وعفوية في إنتاجات باقية وحقيقية، وآمل أن نستمر في ذلك".