مبدعة فلسطينية ناشئة حفرت بصماتها في ميدان الكتابة

تقرير نجيب فراج -لم تبلغ بعد  اكثر من 21 ربيعا من عمرها  ولكنها تمكنت من ان تترك بصمة ابداعية عميقه في سفر حياتها حينما عملت على تاليف كتاب  قصة ادبية مثيرة للانتباه لتدخل الدهشة والاعجاب في قلوب من عرفوها من زملائها ومدرسيها ومعارفها وابناء عائلتها.
انها الطالبة  في كلية الادب الانجليزي في جامعة بيت لحم رغد رياض خميس من سكان مدينة الخليل المنحدرة من قرية دمرها الاحتلال اثر النكبة الفلسطينية عام 1948 وتدعى عراق المنشية.
فتاة جميلة واثقة من نفسها تدخل بقوة في عقل وقلب كل من يستمع لها، حيث يتبادر لكل من يجالسها اطراف الحديث في بداية الامر انها فتاة جامعية بسيطة وعادية ولكن سرعان ما هذا الشعور ان يتلاشى حينما تشرع في الحديث عن تجربتها الادبية  المتواضعة لتكتشف انك امام فتاة مثقفة تتحدث بعمق عن الادب  وعمدائه ، عميقة بالفهم والمعلومات وكانها كاتبه من الصفوف الاولى.

حكاية الكتاب
مع بداية العام الماضي  بزغ الى الفجر كتاب  روائي جديد  للطالبة او الكاتبه  رغد خميس بعنوان نكهة دم حيث جاء في نحو 216 صفحة من القطع المتوسطة وتتحدث القصة عن فتاة من مخيم العروب للاجئين تدعى ذكرى وشاب من مدينة القدس يدعى مجد لتنشا بينهما قصة حب كبيرة، وفي سياق التطورات تصاب الفتاة ذكرى بمرض السرطان  الى ان يتم بتر نهديها وحينما يسمع مجد عن تطورات الوضع الصحي لمعشوقته يذهب كالمجنون الى مخيم العروب كي يتقصى الامر ويقف معها ليجد ان مظاهرة بين الشبان وجنود الاحتلال قد اندلعت في المكان كالعادة وقامت هذه القوات باطلاق الرصاص بشكل مجنون كالعادة وحينما يحاول الدخول الى المخيم الذي اصبح صعبا جراء تلك المواجهات يصاب برصاصة احتلالية ويستشهد على اثرها، في نهاية دراماتيكية ومحزنة  لهذه القصة.

رمزية ابطال القصة
وتوضح رغد خلال  اللقاء  ان الفتاة هي رمز لفلسطين وحينما اصيبت بالسرطان فانه كان تشبيها للاحتلال الاسرائيلي الذي تغلل كالسرطان في الجسد الفلسطيني ولا يزال، واما عملية البتر لنهديها فانه تعبير عما مارسته قوات الاحتلال لتقطيع فلسطين واجزاها على مر العقود الماضية، بينما مثل الشاب مجد الشعب الفلسطيني الذي هب على مر الزمن للدفاع عن ارضه فسقط الشهداء والجرحى والاسرى اضافة الى التضحيات الجسام التي يقدمها الشعب الفلسطيني للدفاع عن ارضه.

وحدة المناطق الفلسطينية
كما ارادت الكاتبة  من خلال اختيارها للفتاة ان تكون ابنة مخيم في الضفة الغربية والعاشق ان يكون من مدينة القدس  توصيل فكرة ان الشعب الفلسطيني شعب واحد بغض النظر عن المكان والمناطق المقسمة حيث لن تستطيع الالة الاحتلالية ان تفرق بين ابناء الشعب الواحد بغض النظر عن المناطق التي يقطنها سواءا في الضفة او القدس او مناطق الـ48 او قطاع غزة، فهي بلاد واحدة واصلها واحد وستبقى كذلك عبر التاريخ.

المسيرة الادبية
وعن مسيرتها الادبية قالت انها ولدت ونشأت وترعرت في منزل ثقافي وادبي حيث يعمل والدها في مجال الاعلام ولكن الاثر الاكبر كان لجدها من والدتها الشاعر المرحوم عبد الوهاب زاهدة الذي توفي في العام 2009 وقد تاثرت كثيرا لفراقه ومن هنا بدات تكتب الخواطر والاشعار عنه ، وفي العام 2011 و2012 انقلب اتجاهها في الكتابة نحو القضايا والهموم الوطنية، واما الانعطافة الكبرى كان مع بداية عام 2015 وحتى بداية العام الحالي حيث قرات نحو 150 كتابا خلال عام  لتتوج هذه الانعطافة  بتاليفها الكتاب في غضون ما بين شهر او شهرين والذي صدر عن دار العماد بمدينة الخليل واحتفل بتوقيعه  اذ اقامت جامعة بيت لحم حفلا بهذه المناسبة بحضور حشود كبيرة من الطلبة وعمداء الكليات والاساتذة المحاضرين وذلك في حفل مميز حيث القت الدكتور ايرين هيزو نائبة الرئيس للشؤون الاكاديمية  في الجامعة كلمة بهذه المناسبة عبرت فيها عن فخرها لهذا الانجاز من قبل طالبة جامعية يحمل المستقبل لها الكثير من الابداع.
وتقول رغد انها تاثرت كثيرا بالكاتبة المصرية الشهيرة رضوى عاشور وزوجها الفلسطيني مريد البرغوثي، والكاتب الفرنسي التشيكي ميلان كونديرا والكاتب الفلسطيني  جبرا ابراهيم جبرا، والكاتب المصري يوسف زيدان، والاديب الفلسطيني غسان كنفاني.
وعن تقييمها للمستوى الثقافي  في فلسطين قالت انه متواضع ولكن هناك بشائر خير تبرز في مجتمعنا وهو  تزايد الاقبال وان كان متواضعا من قبل الاجيال الشابة نحو القراءة ولكن لا زال في بداياته وهو يحتاج الى اليات عمل جدية من قبل اعمدة واركان وزوايا المطبخ الثقافي وحتى السياسي من خلال اعتماد سياسات استراتيجية لدعم جيل الشبان وكافة القطاعات حول تعميق الدور الثقافي في بلادنا فهو جبهة اساسية لحماية تاريخ وحاضر ومستقبل هذه البلاد.
رغد خميس هي من مواليد مدينة القدس حيث ولدت في مستشفى  “اغوستيا فيكتوريا” المطلع  وهي وحيدة ابويها وقد ابدعت في دراستها الاكاديمية  في كافة المراحل  اذ حصلت على المرتبة الاولى  على فلسطين في التوجيهي الفرع الادبي بحصولها على معدل 99.5 في العام 2013 وقد اختارت الدراسة في جامعة بيت لحم تخصص ادب انجليزي ليس من قبيل الصدفه  بل كان هذا التخصص حلما يراودها حسبما تقول فهذا التخصص من شانه ان يعمق لديها فكرة التوجه نحو الابداعات الادبية ولا يمكن ان يكون ذلك الا من خلال الاطلاع على الادب العالمي وبذات لغاته.