مصممة الازياء الفلسطينية مي سلامة : سيمفونية فلسطينية لا تخجل من مراقصة الخطوط الملونة

مجلة جنى – حاورها : نضال العضايلة

تراقص الحروف والكلمات متناغمة بسيمفونية فلسطينية عن امرأة، تحمل بداخلها ذكريات لا تفارقها تشعر برغبة تطيح بكل رذاذ الحياة، فهي لا تخجل من مراقصة الخيوط الملونة التي سارعت منذ زمن بالتعريف عنها ولكنها حالة ماسة لديها لأن تكون كما يحلو لرائحة الجمال إن تكون.

ليست نرجسية منها وإنما هي ترانيم واعدة بغد مشرق وفضاء واسع لفراشة مشتاقة حيرى بواقع فلسطين المتزامن مع عبق الياسمين الذي يسمونه هناك مي سلامه.

قطعة الياسمين الفلسطينية مي سلامة شابة، شغفها منذ الصغر تصميم الأزياء فنالت إحترام الجميع في منطقة الشرق الأوسط، وتخصصت في الفن لكن حلمها الكبير تحقق حين أطلقت خطا خاص بها يحمل إسمها، فعرفت الشهرة بسرعة إذ ألبست العديد من المشاهير سواء على أرض فلسطين أو في وطننا العربي الكبير.

تمكنت المصممة مي سلامة، من حفر اسمها على أهم صفحات الموضة المحليّة والعربية، عشقها للازياء دفعها للخوض في تفاصيلها حتى احترفتها وتميزت فيها.

إرادتها القوية المدعمة بالجد والاجتهاد، وحس الموهبة المولود فيها، شكلا دعمًا حقيقيا لها، جعل منها اسمًا مهمًا في قائمة أبرز المصممين المشاهير، وتشتهر بتصميم أجمل فساتين السهرات وفساتين الأفراح، ومواكبة آخر صيحات الموضة ذات التطريز الناعم والتصميم المحافظ. 

حرصت مي سلامة على المشاركة في العديد من المعارض المحليّة والعربية، التي تعتبرها فرصة مهمة لتبادل الخبرة والمعرفة

جنى اجرت هذا الحوار مع نجمة التصميم الفلسطينية مي سلامة.

‎جنى : متى شعرتي بهوسك بتصميم الازياء؟

مي : منذ ما يقارب الست سنوات وقتها صممت قطعة لارتديها بمناسبة خاصة بي، فستان من التطريز الفلسطيني قامت امي بتطريزه قمت بتصميم موديل حديث باضافة اقمشة جديدة لجوانب الثوب واكمامه ومن هنا بدأت.

وطالما تمنيت أن أكون مصممة أزياء منذ طفولتي وحتى شبابي وأنا لا أرضى عن الملابس التي أجدها في متاجر الأزياء أفضل أن أُجري عليها التعديل المناسب الذي يجعلها أكثر ملائمة لشخصيتي وبمجرد أن جائتني الفرصة، اتخذت قرارا بعمل خط إنتاج خاص بي وبدأت بتصميم بعض قطع الأزياء البسيطة والتي حازت على شهرة عالية، لذا قررت أن أكرس وقتي كله للعمل في مجال تصميم الأزياء

جنى : هل كان دخولك عالم الأزياء مخططا له؟

مي : كان حلمي ان ادرس تصميم الازياء ولكن شاءت الظروف بأن ادرس تخصص علم النفس وبعد التخرج من الجامعة ظلت الفكرة تراودني الا ان تحقق الحلم، وكانت مصادر إلهامي هي الطبيعة والفن وهذا هو إنعكاس للطريقة التي يرى بها المصمم الطبيعة، وتصاميمي أيضا ما هي إلا إنعكاس لما أشاهده من حولي، الخامات المميزة وأسلوب الطبقات من العناصر البارزة جدا في تصاميمي، وانا أميل دوما إلى الدمج بطريقة جديدة بين أسلوب التطريز وأنواع الأقمشة هو ما يجعل تصاميمي فريدة وتخاطب المرأة التي تبحث عن التميز.

جنى : هل الموهبة فقط هي من تصنع مصمما ناجحا؟

مي : الموهبة مهمة ولكن الاهم هو الاصرار والمحاولات العديدة والتجارب العملية، أنا أستمتع بخطوات العملية كلها، مجرد إكتشاف خامات جديدة وطرق جديدة لاستخدامها في التصميم يثير حماستي كثيرا، التحدي في تحويل الخامات المتوفرة إلى قطع فريدة وأن اضفي عليها بصمتي الخاصة أمر أستمتع به كثيرا، وكذلك أنا أسعى دوما لابتكار قصات جديدة تناسب شخصية المرأة التي ترتدي مي سليمان كل خطوة في عملية تصميم الأزياء تحمل في طياتها قدر من الحماس أتطلع إليه كل موسم.

جنى : إي خطوط الموضة تأثرت بها مي؟

مي : تأثرت كثيرا بالشرق والموديلات العربية الاصيلة والتي تعبر عن مجتمعاتنا العربية وطبيعة اللباس التراثي الذي يظهر كمال وجمال المرأة العربية بالاضافة لموديلات الاميرات، وانا أستوحي أفكاري من كل ما هو جميل، وفي مختلف الظروف، فتصميم الازياء مثل كتابة الشعر والاحساس به، فكلما كان الاحساس جميل صممت قطعة جميلة تتناسب مع الجمال وتجمع المعنى الحقيقي للجمال والذي يبعث في نفسي الرغبة في التالق والابتكار واخراج الابداع الذي بداخلي، فمن يتذوق الجمال يستطيع ان يترجمه على ارض الواقع ،لذا فانا استوحي افكاري من كل شي لان الله خلق الارض بكل جمال .

جنى : ما هو اخرما صممته من خطوط الموضة؟

مي : فستان بتطريز الورود بألوان زاهية على قماش باللون الابيض 

جنى : برأيك ما هي مواصفات المصممة المحترفة؟

مي : الابتكار الدائم بعيدا عن التقليد ما يميز المصممة المحترفة، لذا يجب أن تتوفر لديهه القدرة الابتكارية بمعنى وضع أفكار جديدة تخرج عن الإطار المعرفي المعلوم سواء لمعلومات الفرد أو للمعلومات المحيطة والشخص المبتكر هو الذي لديه القدرة على استخراج اكبر عدد ممكن من الأفكار المتنوعة من فكرة واحدة، وعموما يلزم للعملية الابتكارية ثلاث جوانب هي درجة عالية من الطلاقة التعبيرية والفكريه ودرجة عالية من الإحساس ودرجة عالية من الأصالة والجدية وأن يتميز بالحس والتذوق الفني أي أن يتسم بالقدرة على إدراك العلاقات من خطوط وألوان وخامة وتجميعها بطريقة منسقة داخل الشكل أو التكوين لتعبر في النهاية عن قيمة جمالية عالية.

جنى : هل تحرصين على متابعة خطوط الموضة؟

مي : بالتأكيد امر مهم جدا ومن الضرولاي متابعة أي جديد في هذا المجال، ذلك ان العالم الان اصبح قرية وبالتالي فان أي جديد يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار.

جنى : إلى أي مدى تقيمين صناعة الأزياء في فلسطين؟

مي : صناعة الازياء في فلسطين ما تزال ناشئة ولا بد من الاهتمام بها وهنا اشير الى وجود مبادرات فردية من قبل بعض المصممين والمصممات للملابس كما ان هناك تزايد في الاهتمام بهذا المجال سواء من حيث بيوت الازياء او العروض للأزياء مؤخرا بعد ان لم يكن هناك اهتمام كافي وربما تجاهل لهذه الصناعة التي تعتبر جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية لان هذه الازياء هي الملابس التي يلبسها كل مواطن هوي من تصميم مصممي ازياء عملوا منذ سنوات على هذه الصناعة.

جنى : هل لك نشاط خارج فلسطين؟

نعم، يوجد لدي زبائن من عدة دول العالم ، بالإضافة الى مشاركتي في العديد من المعارض الدولية، التي اجد انها تصحبني الى السوق العربي والعالمي، وكثير منها يؤثر في مدى قدرتي على المنافسة، كما ان لي سوق قوي في البلاد العربية، واعمل الان على تجهيز نفسي للمشاركة في عرض ازياء خاص بي، سيقام في تايلند في اذار المقبل على هامش المؤتمر الدولي لتمكين المراة. 

جنى : ماذا تقول مي سلامه للنشىء الجديد من الفتيات في فلسطين؟

مي : اقول لها استمري ولا تيأسي حاولي مرارا وتكرارا للوصول لهدفك، اعتمدي على حدسك وايمانك بالفكرة وليس على تجارب الاخرين او فشلهم، كوني قدوة للاخريات من اقرانك في العالم، فكما اثبتي انك رائدة في النضال عليكي ان تثبتي انك رائدة في التنمية، فبلادك بحاجة ماسة لك. 

جنى : باختصار من هي مي سلامة؟

امرأة وسيدة فلسطينية لديها ايمان بذاتها وقدرتها على الوصول وتحقيق احلامها، وفي حالتي، يمكن أن اؤسس لمفهوم جديد في الثقافة العربية “الأنوثة المتفوقة”، أي المرأة التي تعلم أنّها أنثى فتثمن أنوثتها، تلتصق بها ولا تتخلى عنها.