دحنونة الاردن شيرين المشاقبة: خبيرة الحرب والسلام التي تفوح منها رائحة الأردن

عمان - مجلة جنى - نضال العضايلة - ليس أمرا ًسهلا ً أن تكتب عن قامة من قامات الوطن، فاللسان والقلم يعجزان عن اعطاءها حقها، كيف لا وانت تكتب عن إمرأة  بحجم الوطن، لذلك يجب على الكاتب ان يكون عالما ً في ابجديات الوطن حتى تتمكن من معرفة وتفكيك اسرار هذه المرأة وعشقها للوطن.

تفوح منها رائحة الوطن  تتوشح بكوفية حمراء تزين رأسها وبثوب أردني يزين قامتها الوطنية الشامخة ، بهية الطلة، باسمة المحيا ، كريمة الاصل، نموذج حي لكل امرأة أردنية، قلبها الكبير موطن للجميع، نادراً ما تكون في موقع ما ولا تجدها على رأسه، ليس حباً في الظهور الإعلامي وهو أبعد ما تكون عنه، ولا بحثا عن مجد شخصي – وهو لا ينقصها - بل ترجمة لمبدأ إنساني تنادي به دائماً انطلاقاً من قناعتها ومبادئها الوطنية الاصيلة.

تجوب أصقاع الارض تحمل رسالة خالدة – رسالة الحب والخير للإنسانية جمعاء - وخاصة لأبناء جلدتها، تطرح رؤيتها الانسانية الخيرة وتبشر بها أينما ارتحلت وحلت، تعشق العمل الانساني، وتجد فيه سعادة لا يعرفها آخرون.

شيرين نهر العطاء والوفاء والجود، سيدة  المفرق التي تعشقها وتتنفس هوائها، المفرق التي ما غابت يوم عن عقلها وقلبها، المفرق حبيبتها ببساطة اهلها وتواضعهم وبكفاحهم المتواصل على هذه الارض التي تنبت كل يوم جيلا جديدا.

شيرين المشاقبة شخصية لا تعرف السكون، فكل جزء فيها ينبض بالحركة والنشاط فبجهد متواصل وعمل دءوب تحمل رسالتها السامية من أجل رسم بسمة على الشفاه.

تطرح شيرين الافكار النيرة والرؤى والمبادرات الراقية في مجال عملها بعيدا عن التعصب لانتماءات المكان والعشيرة والمعتقدات، فجل همها وفكرها الانسان  والارتقاء به، وإيجاد مبادرات اجتماعية واقتصادية وتنموية، لا يقف بوجهها درب شاق او طويل ولا يوجد في قاموسها كلمة مستحيل ، بل شعارها دائما وأبدا العمل والأمل والإرادة وصناعة النجاح ، والعمل الجاد ، حيث واصلت مسيرة العمل والانتاج والعطاء بكل كفاءة واقتدار، وهي تسعى بكل قوة من أجل التخفيف عن  الشرائح الاجتماعية المختلفة ونقلها الى حياة كريمة طيبة.

إنها رائدة العمل الإنساني صاحبة العقل الراجح  دخلت بقلبها وعقلها الى كل حين ممكن، تعيش للوطن ومعه، تقف معه تسانده وتدعمه ما استطاعت الى ذلك سبيلا.

ولعل ابرز ما يميز خبيرة الحرب والسلام الدولية شيرين المشاقبة انها تولي الشباب اهتماما خاصا، فهم ذخيرة الحاضر وأمل الغد وعماد المستقبل ، وعليهم دور كبير في بناء مجتمعهم ، ومن هنا فهي تدعو الى توفير كافة المستلزمات لهم، وتعمل جاهدة على توفير الأنشطة المختلفة لتطوير مهارتهم و تأهيلهم لخدمة مجتمعهم في ظل أجواء من التفاهم والانفتاح، واحترام الرأي والرأي الآخر، والحوار العقلاني الهادف والجاد، وغرس روح التطوع والعمل الخيري فيهم لبناء المجتمع  وتطوره وازدهاره.

ولا ينكر أحد أن شيرين هي تلك اليد التي تبني والتي تحنو على الاخرين والقلب الذي يتلمس اوجاعهم فيعمل بجهد مستمر وعزيمة ترافقه في كل خطوة هو قلب وحياة تستحق منا كل التقدير.

المشاقبة حاصلة على درجة الماجستير في علم الحرب والسلام وإنهاء الصراعات من جامعة فيلنوس في ليتوانيا ومن المهتمين في البحث في قضايا السلام وإنهاء الأزمات الدولية وهي تعمل حاليا في الجامعة الهاشمية، بوظيفة ذات مساس مباشر بالمجتمع المحيط بها.