ما هي الشخصية؟
لماذا يقال هذه قوية الشخصية وتلك ضعيفه الشخصيه؟
يلقى مفهوم الشخصية كثيرا من الخلط والالتباس سواء في ميدان علم النفس او من حيث استعمال هذا اللفظ في الحياة اليومية فكثيرا ما نسمع تعبير ( الشخصية القوية ) و ( الشخصية الضعيفة ) و ( الشخصية الجذابة ) و ( الشخصية المملة ) و ( الشخصية المؤثرة ) و ( الشخصية القيادية ) و ( الشخصية التابعة ) و ( الشخصية المهزوزة ) و ( الشخصية المتزنة ) …. الى غير ذلك مما نسمعه ونحتار في أمر ذلك .
تتوقف الشخصية في نموها وتطوراتها وبنائها على عدة عوامل أو مقومات يكمل بعضها بعض وعلى قدر اتساق هذه العوامل والمقومات بقدر ما تتكامل الشخصية فالانسان هو وحدة نفسية جسمية اجتماعية متفاعلة متكاملة.
من الطريف أن نعرف أن كلمة شخصية باللغة الانجليزية ( مشتقة من الكلمة الاغريقية ) التي تعني القناع الذي كان يلبسه الممثلون في المسرح الاغريقي في القرن الخامس قبل الميلاد
في اعمال ايسخولوس أو في مسرحيات الماسك او الاقنعة التي انتشرت في انجلترا في القرن السابع عشر في اعمال بن جونسون. والحق اننا جميعا نحمل اقنعة نمثل بها دورنا في الحياة فنحن نحمل وجوها مختلفة كما نحمل شخصيات مختلفة ومع الوقت يصبح الوجه هو قناعنا الذي يعبر عن شخصيتنا
فانتي حين تري وجه انسان تعرفيه فانك لا تري ملامح وجهه فقط بل تري صورة لشخصه بكل ما تعرفيه عن جوانب ذاته وكما يغير الممثل قناعه احيانا ليقوم بدور مختلف فاننا أيضا نغير وجوهنا حينما نريد ان نقنع الاخرين بشيء مختلف فهل يعرف الناس شخصياتنا الحقيقية من وراء القناع ام يعرفوننا من خلال القناع ؟
والاهم من ذلك - هل نعرف نحن شخصياتنا الحقيقية ام نعيش في الدور الذي نؤديه ؟
ويمكن ان نقول ان الشخصية هي مجموعة الخصائص التي تحدد هوية الشخص وتميزه عن غيره من الناس اذ يستدل على شخصيته من خصائصه المختلفه مثل :
خصائص الشخص الجسمية : كالطول والقصر والبدانة والنحافه وملامح الوجه الى اخره .
خصائص الشخص الوجدانية : التي تشمل الانفعالات والمشاعر والعواطف والمزاج .
خصائص الشخص النزوعية : التي تشمل الحركة والكلام والتعبير والارادة والعمل والتطرف الى اخر هذه الخصائص .
فيقال فلانه قويه الشخصية و فلانه ضعيفه الشخصية لان هنالك ملامح للشخصية القوية والشخصية الضعيفه تضع الشخص في مسار احداهما
الملامح الاساسية للشخصية القوية هي :
- التكامل التفاعلي : فالشخصية القوية كالنبتة التي يتكامل نموها فيكون لها جذع رئيسي تتشعب منه جمبع الفروع المتباينة.
- استمرارية نمو الشخصية : وتظهر في ارتباط الماضي بالحاضر والمستقبل.
- تحقيق التوازن بين الانانية والغيرية : اي ان تجمع بين اشباع الحاجات الشخصية واشباع حاجات المجتمع المحيط بك.
- تحقيق التوافق النفسي : بحيث يتحقق الانسجام بين المطامع والإمكانات
- الانتماء الى المستويات العليا للمجتمع : اي ذات المفاهيم الافضل مثلما ينسلخ شخص بعد أن تثقف عن مجتمع جزئي ياخذ بالثار الى مجتمع يؤمن باللجوء للقانون
والشخصية القوية هي التي تثبت في الميدان ولا ترضخ للضغوط التي تنافي الاخلاق الراقية وعكس ذلك الشخصية الضعيفة .
خطوات تعلمك الثقة بالنفس وتقوي شخصيتك
إننا لا نولد واثقين من أنفسنا، بل إننا نكتسب هذه الثقة ونتعلمها مع الوقت والتدريب والممارسة. الحياة ليست سهلة فهي مليئة بالتحديات التي ستظل تواجهنا حتى آخر لحظات في حياتنا والثقة بالنفس هي واحدة من أسلحتك في عبور هذه التحديات وتخطيها.
أولا: اعرفي نقاط ضعفك
ماذا يقول لك صوتك الداخلي؟ وماهي الأمور التي تشعرك بالخوف وعدم الراحة وتربك شخصيتك في الأماكن العامة؟
إن أهم مرحلة في التخلص من نقاط الضعف في الشخصية هي تسميتها بأسمائها ومحاولة معرفة أسبابها. اجلسي مع نفسك واكتبي كل ما يقلقك فكتابة هذه التجارب القاسية تساعدك على مواجهة سلبيات شخصيتك التي تضعفك أمام الآخرين، جربي فماذا ستخسرين؟ إن معرفة نقاط ضعفك تساعدك على تجنب المواقف التي تحرجك وتستفز هذه المواطن فيك.
ثانياً: تحدثي عن مشاكلك مع قريبه أو صديقه تثقين بها
التحدث إلى الآخرين يساعدك في رؤية مواطن الضعف التي لا ترينها. لا نفولي إنها مهمة سهلة، ولا تتحدثي مع الآخرين لتحصلي على التعاطف بل لرؤية مالم تريه من قبل في نفسك. ولتأخذي انطباعا عن شعور الآخرين نحوك.
ثالثا: لا تكوني قاسية على نفسك
عزيزتي إن أكثر الناس ثقة بأنفسهم لديهم مشاكل ونقاط ضعف تربكهم وتزعزع هذه الثقة ولا أحد في هذا الكون دون أي نقاط ضعف. كل ما هنالك هو القدرة على التغلب على هذه النفاط والتعلم من الخطأ.
رابعاً: كوني معتدة بنقاط قوتك
أبرزي أحلى ما في شخصيتك ومثلما كتبت نقاط ضعفك أكتبي ما تشعرين أنه أجمل ما فيك. وأكدي على إبراز هذه المكامن الجميلة دون استعراض ومبالغة وتصنع.
خامسا: اقرأي وجددي معرفتك
القراءة والثقافة هي اسلحتك تابعي فنون السينما الراقية والمعارض الفنية والمسرحيات الهادفة تثقفي بثقافة شموليه لتكوني لبقة ومتحدثة وتعرفي كيف تعبرين عن نفسك بين الناس ولكن دون غرور واستعلاء مهما بلغت من درجات العلم والمعرقة.
سادسا: كوني مرحة واضحكي على أخطائك
إن ارتكبت خطأ اجتماعيا فلا تظهري عصبتيك او ارتباكك بل اضحكي مع الآخرين بكل هدوء ولباقة.
سابعا: احرصي على مظهرك
حافظي دائما على مظهر جميل وأنيق يشعر الآخرين بالراحة للنظر إليك مهما كانت مشاعرك الداخلية.
ثامناً: تصنعي الثقة حتى تتعلميها
عزيزتي قلت لك إننا لا نولد ومعنا ثقة بالنفس بل نتعلمها ونربيها مع الوقت. قومي بتصنع ثقتك بنفسك حتى تصبح عادة فيك.
تاسعاً: ساعدي الآخرين وكوني اجتماعية
إذا أحبك الآخرين شعرت بثقة أكبر في التصرف بعفوية. ولكسب محبة الآخرين كوني هادئة دمثة صادقة وساعديهم من دون انتظار مقابل فإن محبتهم هي المقابل الذي يصب في صالحك.
عاشراً: غيري كل ما يربكك فأنت ملك نفسك ولا تكوني عبدة لنقاط ضعفك.
إذا كان وزنك يحرجك فكوني أقوى من وزنك وشهيتك وكسلك واخسري ما يسبب متاعبك. إن كانت مواقف قديمة تحرجك مع الآخرين أو شبح من الماضي يسبب ارتباكك فكوني قوية وابني مواقف جديدة وماضيا جديدا ينسيك وينسي الآخرين. بل ويبهرهم تجاوزك وتخطيك لقسوته.
