الكاتبة والأديبة الأردنية ميرنا حتقوة : امرأة تعشق عملها وتحب طموحها، فهي ولدت لتزاول الأدب والفن والشعر

مجلة جنى عمان نضال العضايلة - نعم هي بركان محشو بالأمل، لها نكهة خاصة في دفتر الأيام، معبرة وذات لون خاص، لا تلتفت للزمن ولكنها تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر ككلمات على شكل ياسمينه تبعث روائحها في كل الاتجاهات.

ميرنا حتقوة سيدة معطرة بالثقافة والأدب، أردنية الهوى والهوية، شركسية تحمل بداخلها كل الوان الطيف الثقافي،  مفتاح نجاحها الحقيقي يتمثل في شغفها بالثقافة والأدب، ففي حالتها يبرز جمال الكلمة الحقيقي وتركز ذهنها عليه فتبذل كل جهد ممكن للوصول للقمة وتحويل حلمها إلى واقع ملموس.

سر نجاحها الحقيقي لا يرجع فقط الى ما وجدته بداخلها من امكانيات، وإنما من شغفها الكبير وحلمها المحبب بخلق بصمة خاصة في عالم الأدب، ومن أبسط التفاصيل نتعرف الى أهم العوامل التي شاركت في وصولها الى ما هي عليه اليوم من نجاح، فقد اتبعت شغفها في سنوات عمرها الأولى فلم تتخلي عن احلامها ولم تقبل أبداً التضحية بشغفها الكبير بدنيا ارادت لنفسها ان تدخلها الأمر الذي أوصلها الى ما حلمت به من نجاح.

ميرنا حتقوة قطعة من زمن يحتاج للوقوف عنده، فهي مدرسة في الحياة، وجامعة يمكن لجيل النشء، ان يدلف اليها ليتعلم منها.

حتقوة حاضرة في الحياة الأدبية العربية حضورا بهيا، فأجمل ما توصف به، وأول ما تتفتح عليه قدراتها إنها تحمل صفات المرأة العربية ذات الحضور الخلاب، بل انها لا تكاد تغيب عن غرض أدبي أو فكري أو إنساني، فهي حاضرة حتى في أعنف أغراض الحياة وأشدها وعورة وأبعدها عن "العواطف الناعمة".

حتقوة امين سر البيت العربي الثقافي ورئيسة لجنته الثقافية، وهنا اقتبس بعضا من يومياتها : "شخصياتنا وتكوين فكر خاص بنا، كنا نقرأ عن الشيوعية والماركسية والليبرالية وكونفوشيس وجيفارا وهتلر والنازية والفاشية والطوائف والفرق ولا أذكر عدد الكتب التي قرأتها عن الشيعة والفاطمية والتاريخ الإسلامي حتى أن كتاب الكامل في التاريخ كنت انام وهو معي واستيقظ وهو معي اما الان في هذا العمر أصبحنا نكتب عن الزهور والقمر والفراش والحنين ، هزمتنا الحياة ومشاكلها وبتنا مثل أرض تشتاق للمطر، السياسة عششت في قلوبنا ،كنا نتمشى أمام البحر ونقضي الليل ونحن نتناقش حول الاختلافات والمذاهب أما كان الأجدر أن نعيش تلك اللحظات بأجمل ما فيها .

أصبحنا الآن نهز رؤوسنا بعد أن أدركنا الحقيقة كلها لعبة هدفها قتل انسانيتنا ودفن أحلامنا لمصلحة أمة واحدة فقط."

ومن أوراقها القديمة اقتبس : " كنت احلم وانا طفلة أن يعشقني شاعر ليكتب أحلى حروف اللغة في جمالي وليتغنى بحبه لي في أبيات تغار منها النساء، أو فارسا يجلسني أمامه على حصان ابيض ، وعندما كبرت عرفت ان الشاعر يعشق كل يوم امرأة ، وأن زمن الفرسان انتهى ، فتمنيت أن يعشقني انسان فقط بمقاييس متميزة، وعندما كبرت أكثر أيقنت أن العشق ليس سوى أحلام نرسمها على سطورنا، لأن خيبة حب الطفولة ترافقنا إلى الأبد ولا نرى سواها."

نعم هي بركان محشو بالأمل وياسمينة تفوح رائحتها بكل الأرجاء، ولكنها لم تأخذ حقها الكامل والذي يوفر لها مناخا أكبر على المستوى العربي، ولعلها فرحة بما حققته حتى الآن على نطاقها المعروفة ضمنه.