الاعلامية الاردنية منى الطراونة : كنز اعلامي مكنون، ورؤية جريئة وثقة عالية بالنفس

"مجلة جنى" – عمان – نضال العضايلة - شخصيتها قوية، جريئة وثقتها بنفسها عالية، واثقة من معلوماتها حيث لا تطرح  قضية الا بعد التأكد من ان المعلومات المطروحة موثقة بالدلائل والادلة، نموذج مشرف من بنات بلادي، وأنا أفخر بها، وأعتبر أنها استلهمت الطموح من رؤية ثاقبة، لا مثيل ولا نظير لها.

هي من الإعلاميات المتميّزات، سواء من خلال حديثها الشيق أو من خلال غوصها في اتجاهات مختلفة دفاعاً عن رسالة باتت جزءا منها، رسالة تحمل في طياتها الكثير من عبق الماضي وشهد الحاضر، رسالة مقدسة لها ابعادها في مجتمع توالت فيه الوان الطيف سياسيا واجتماعيا وثقافيا.

منى عبدالسلام الطراونة رائدات الإعلام الاردني، وأوائل الإعلاميات اللاتي ظهرن على التلفزيون الرسمي  وصنعن مكانة كبيرة في التلفزيون، ومن ثم فهي أيضاً إعلامية معروفة لكثير من العرب، فقد بدأت مشوار تألقها ونجاحها قبل وجود أي فضائية عربية، كما أنها من أهم وأنجح من جلس امام الكاميرا، فقدمت دنيا الحب بروح بنت البلد وقدمت يوم جديد بروح الاعلامية النابغة، وكل هذا ومنى لم تدرس يوما الاعلام، بل ان هذه الجنوبية الكركية استهلت حياتها بدراسة الهندسة الزراعية، لتصبح بعد ذلك من اقوى عشر مذيعات على المستوى العربي.
والحقيقة أن تتبع مشوار حياة منى الطراونة الإعلامي، لابد أن يجعلنا نقارن على الفور بين هؤلاء الإعلاميات وبين ما نراه اليوم على شاشاتنا، حيث الافتقار إلى المظهر البسيط الذي كان سمة مميزة للأجيال السابقة، إلى جانب الحرفية المهنية وامتلاك العديد من القدرات الإعلامية، وفي مقدمتها اللغة العربية التي بتنا نراها هامشية جداً بالنسبة للإعلاميات الجدد، فيما عدا القنوات الإخبارية الشهيرة التي تتقن اختيار الإعلاميين العاملين بها، فسواء أكنا نتفق أو نختلف مع توجهات هذه القناة أو تلك، إلا أننا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقلل من إمكانات الإعلاميين والإعلاميات بها، حتى على مستوى التلفيق نجد في أغلب الأحيان حرفية ليست بالبسيطة.

المذيعة منى الطراونة تتمتع بجمال هادئ طبيعي وفي الوقت نفسه تمتلك كل  ميزات بعينها، ومزاياها الشخصية والمهنية تميزها عن غيرها، حيث تمتلك قوة الفكر والأداء، 
من يحكم على منى الطراونة هو نظرتها لنفسها كالإعلامية قبل أي شيء آخر، تلك النظرة التي انطلقت في العام 1996، عندما بدات منى عملها التلفزيوني لاول مرة في احد البرامج الترويجية للفضائية الاردنية، حتى وصلت اليوم الى برنامجها الرائع تابو الذي يعد من البرامج التي تعالج قضايا حساسة وجريئة لاول مرة على شاشة التلفزيون الرسمي الاردني، بمعن اخر انه يعالج قضايا المحظور.

وترى الطراونة وهي ابنة واحد من ابرز الصحفيين الاردنيين وهو الصحفي الكبير عبدالسلام الطراونة ( هيكل الاردن )  أن اكثر تابو في المجتمعات العربية هو تقبل الراي والراي الأخر وهذا اهم تابو علينا كسره.

وتظل بنت الكرك منى الطراونة تتمتع بإطلالة جذابة وحضور مميز، وهذا ما يرجح براعتها في هذا المجال، ووجود كإعلامية متميزة فاقت شهرتها الرجال في بعض الأحيان، بعد أن اجتذبتها الأضواء لتقف أمام الكاميرا وتحرك عالماً بيديها سواء كمذيعة أو كمقدمة برامج أو غيرها.

وتظل جنوبية الهوى من اللواتي وجدن لأنفسهن مواقع بارزة في قلب دائرة الضوء، او كما يقال تحت الشمس الساطعة، او للدقة ممن حملن عن جدارة لقب السوسنة، وهي تنظر بثبات إلى الشمس وترى في الظلمة لان لديها مفتاح الصحة والسعادة والاستلقاء على أهداب المحبة، إنها نبع الأمل الذي لا ينضب تفجر عواطف الزمن وتعيد للانسان بهجة طفولته وترتقي به لتجعله يحيا في كنف الإنسانية.