الأردنية منى النمري : قصة نجاح عكست مسيرة غزالة الحصن

مجلة جنى - عمان - نضال العضايلة - تعرفت على منى النمري منذ فترة ليست بالقليلة، اُعجبت بنجاحها وبمهارتها وببساطتها وصدقها وروحها الجميلة، فبالنسبة لي كصحفي منى مثال يحتذى به لأمرأة ناجحة ومتزنة ومثابرة، لم يمنعها تركها لوظيفة مرموقة من النجاح والتألق في مجال آخر، فأصبحت تعمل في مجال بالنسبة لها فيه شغفها وهدف حياتها.

منذ سنتين حاولت جاهدا ان اطرز بعض الكلمات بحقها، ورغم كل محاولاتي الا انني لم اوفيها حقها، فهي قنديل من قناديل اضاءت سماء وطنها، قالوا عنها إنها كانت نجمة مضيئة تشع نور وضياء، وقالوا أيضا  إنها امرأة لا تعرف المستحيل، فأجمعوا على أنها أنثى شفافة مرهفة الحس، بداخلها شيء غريب ولكنه جميل فهي تمد يدها لكل من يحتاجها.

تؤمن منى النمري ( غزالة الحصن ) بأن لا شيء يمكن أن يحد من طموحها ويمنعها من الوصول إلى الهدف الذي تنشده مهما بدا أنه بعيد المنال، طالما امتلكت الرغبة وتحلت بالإرادة والعزيمة لتحقيق هذا الهدف.

النمري شخصية نسائية وطنية تحتل مكانة خاصة لدى محبيها وعشاق لغتها التي تستحوذ على القلوب قبل العقول فمن يعرفها  يطلق عليها "شمس الهيئة"، في اشارة الى الهيئة المستقلة للانتخابات فيماىيطلق عليها اخرون غزالة الحصن في لشارة الى مسقط رأسها.

تتصدر صورتها وهي مبتسمة دوما صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فهذه المرأة كانت اول موظف في الهيئة المستقلة للانتخابات بعد أن خدمت بلادها في المعهد الديبلوماسي الاردني، مرونتها في التعامل مع الاخرين شديدة، تتسم بطباع بنت البلد ودائما ما تجد نفسها موضع احترام وترحاب الغريب قبل القريب.

قيادية من الطراز الرفيع، قال عنها احد المسؤولين ان لها شأناً ومستقبلاً رائعاً، فقد منحتها تجربتها السابقة في المعهد الديبلوماسي آفاقا جديدة،  وولدت لديها طاقات الإبداع، فهي شخصية مثابرة وقوية، وهي "امرأة بحجم وطن"، عشقت، وطنها الأردن، كما لم تعشق أمرا آخر، واعتزت بالوطن، كما لم تعتز بأمر آخر.

في حالة منى النمري فإن  امتلاك حلم تقتنع به، وتعمل على تحقيقه، ليس شرطاً أن يكون عملاً مشروط، المهم مدى إفادة الناس و المجتمع بهذه الفكرة أو هذا العمل، وفي حالتها ايضا أنه مهما كان سنك، لابد من تعلم أشياء جديدة كل يوم، و الأجمل عندما تكون أداة لتعليم من حولك من الناس أشياء جديدة و مفيدة، لكى تترك إرثاً طيباً لك على هذه الأرض.

كل مؤشرات حياتها تؤكد أنها تملك قراءة كفيلة بتحقيق طموحها، حيث لا يمكن لشمسها ان تغيب، فهي حاضرة على الدوام تعمل بجد وجهد واجتهاد.

منى النمري فتاة الحصن المولودة لعائلة من الطبقة الوسطى، خريجة اللغات الحديثة من جامعة اليرموك، عملت في اكثر من موقع وفي كل موقع عملت فيه تركت فيه اثراً يشير لها بالبنان، حتى استطاعت ان تدير العلاقات العامة في المعهد الديبلوماسي الاردني بقدرة واقتدار، ثم انطلق موكبها ليلامس الناس ويتعايش معهم من خلال الهيئة المستقلة للانتخابات حيث لا زالت تجلس متربعة على عرش العلاقات العامة فيها.

لا زالت غزالة الحصن تتذكر انها هي من طرز اول كتب صدر عن الهيئة المستقلة عند انشائها، ولا زالت تحث الخطى لتكون اول سيدة اردنية تعانق مجد الهيئة بذروته، ولا زالت تحاكي تفاصيل مشوار التعب الذي يلامس روحها التي يحبها كل من عرفها.

ليس صدفة ان تعبر منى حواجز الطموح حاجزا تلو الاخر، كيف لا وهي لا تلبث تقدم عصارة حياتها لتحقق احلامها من اجل مستقبل مليء بالتضحيات، ولكن لمن لا يعرف منى فهي قمة في الادب والاخلاق بحيث تجد الناظرين حولها يتطلعون لها بزهو واكبار، كيف لا وهي هي ابنة بيئة مثقفة ووطنية، كيف لا وكل من عرفها وعمل معها يرى فيها تفاصيل فجر جديد على اهبة الانبعاث.

اخت الجميع، ابنة الوطن تجدها متأهبة على قدم وساق في كل مكان وزمان، وذلك لتفردها بكثير من الميزات التي وضعتها في مقدمة السيدات الابرز ظهورا على مختلف الصعد سواء كان ما يتعلق بعملها او بعلاقاتها الاجتماعية التي فرضت على الجميع احترامها وتقدير دورها في المجتمع.

ومنذ بزوغ فجر الهيئة المستقلة تصدرت منى مشهد العمل والتحدي، وحققت بطموحها الممتد من أقصى الوطن إلى أقصاه إنجازات تفخر بها كل بنات الاردن، فظلت محل إعجاب مسؤوليها وزملائها، وارتقت إلى مكانة القدوة باقتدار، متسلحة بثقة التمكين التي تفردت بها المرأة الاردنية، في ظل قيادة تبتكر العطاء والدعم والتحفيز، وتجعله نهج يطال نظرها ما بعد الغد برؤية واسعة الأفق.

منى النمري تدرك أن ما حققته المرأة الإردنية من إنجازات، هو ثمرة فريدة لدعم استثنائي من قبل القيادة الهاشمية وتحديدا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، للمرأة ومساهمتها في تعزيز مكانتها محلياً وإقليمياً وعالمياً، باعتبارها ركيزة نهضة ورقي في مسيرة التنمية الممتدة، هو حافز كبير لأداء ليس له نظير.

ما حققته منى يؤكد قيم النجاح الرفيعة ودورها في تعزيز جدارة المرأة وترسيخ حضورها المتميز وإنجازاتها ضمن دائرة الضوء.