التشكيلية العراقية كفاح شبيب : القدس ليست عالما جديدا بل كل ما عاشته يوما ما وما ستعيشه ونعيشه غدا

عمان - مجلة جنى - نضال العضايلة - تنقلنا الى عوالم الفن التشكيلي بتنوعها اللوني والشكلي، أسلوبا ومضامين، لتعود بنا إلى جذورها القديمة، تبحث عن الذات قبل أي شيء آخر، وعن الانعكاس الذي تتيحه اللوحة عبر ألوانها، ومدى تأثيرها على المتلقي لتحقيق الذات.

واذا كان لكل مدرسة فنية دور في ظهور غيرها من المدارس، المدرسة الواقعية الانطباعية أقربها إلى نفس كفاح شبيب التي اختارت هذا التمشي لأنها أحب لوحات الفنان إلى نفسها، فقد تميّزت رسومها ولوحاتها، باقتناص روح الطبيعة التي كانت تتمثل في كل شيء، مع الشخصيات التي تحمل وجوهًا وإضاءة بملامح النبل والجمال الهادئ.

لقد برعت الفنانة غادة في أعمالها التي عرضتها في معارضها المختلفة، حيث تمكنت من نيل إعجاب النقاد والمهتمين بالفنون البصرية بلوحاتها، صانعة الأمل في حياتها وحياة من يعرفها، تغريك لوحاتها الفائقة الجمال بأن تشاهد المزيد والمزيد، ولن تصدق أن كل ما تشاهده من لوحات، في معارضها الفردية، رُسمت بأنامل عراقية من الذهب الخالص.

تحاول الفنانة العراقية كفاح شبيب في معارضها اثبات هوية فنها، حيث تتصف اعمالها بخصوصية متفردة.

ولدت موهبة الرسم مع شبيب منذ الصغر، وكانت ألعابها عبارة عن ورق وألوان خشبية، ومشجعها الأول والدها فلقد أعطاها القوة والإرادة في متابعة الرسم بكافة أشكاله، وتعتمد على ما تحمله من صبغة إنسانية وثقافة فنية ورؤيتها لما يجري من حولها من أحداث، تلك الأمور دفعتها لرسم ما تمتلكه من مخيلة مرتبطة بمقدار ما تشعر به وتأثرها بما يجري حولها من أجل بناء لوحة تمتلك كل تلك الأحاسيس، لذا دائما تحاول جاهدة أن تنقل صورة حقيقية متكاملة لما تشعر به.

ويعتبر الألم الإنساني، شغلها الشاغل ودائما ما يوجد خط يربطها دوماً بذلك الموضوع منذ طفولتها حيث تأثرت كثيراً بالقضايا الوطنية التي تمس حياة الفرد، وقامت بتجسيد كل ذلك من خلال الملصق السياسي الذي يمثل الصورة الشعرية للمتلقي من خلال الفكرة والتنفيذ.

نالت الفنانة التشكيلية شبيب الكثير من الشهرة في العالم العربي، حيث تميزت لوحاتها الفنية بتسليط الضوء على القضايا الهامة في الشرق كما كانت القدس حاضرة في أغلب لوحاتها الفنية التي تعبّر عن معاناة الاحتلال والهجرة والتهجير وكذلك القضايا التي تعاني منها الأمة العربية.

تعتبر شبيب الرسم ملجأها الوحيد ولوحاتها بمثابة الوطن الذي حملته معها منذ سنين، حيث تهتم من خلال الرسم بوضع أفكارها أمامها، تحاورها، لوحاتها هي وطنها الذي حملته معها منذ سنين عديدة وهو لغتها العربية وهي تلف الوجوه الأنثوية كشال من العزة والثقة والاستمرار بالحفاظ على الهوية العربية.

لوحات شبيب كالقصائد التي تحملها الألوان والتي تنقذ الإنسان من الاختناق والضياع والهلاك فتكون كاليد الخضراء المنقذة له، والفن في حياة شبيب لغة عالمية ومن خلال تجربتها في المعارض فإن هناك تجاوب ملحوظ فكل شيء غريب يجذب المشاهد، كما تجد في الفن شكل مختلف من الإبداع الذي من خلاله  يكتشف الإنسان العالم المحيط به، كما  ويكتشف صفاته وقدراته، وترى أن الفن يمثل إدراك الجمال والوعي.

القدس بالنسبة لها حكاية حب رسمتها في طفولتها وفي سن الرشد، تعلمت من جمالها الذي منحه الحرية الأرحب، وتعلمت ان جوهر هذه التجربة أنها جاءت من مدينة تعشقها.

والقدس ليست عالما جديدا في لوحاتها، بل كل ما عاشته يوما ما وما ستعيشه ونعيشه غدا.

وتبقى شبيب فنانة مجتهدة بحثت في مفهوم معين وتمحورت أعمالها حول الأرض والانتماء والتعبير عنها باستخدام تقنية عالية وفضاءات مفتوحة عمقها السماء الزرقاء على الأغلب.