فلسطينية تطور "خوذة ذكية" لتكييف حرارة الرأس

مجلة جنى - توصلت الفتاة الفلسطينية دعاء جنينة، من مدينة غزة، إلى تطوير "خوذة ذكية" لتدفئة أو تبريد الرأس، للمصابين بالأمراض المزمنة والأشخاص العاديين، لتعينهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي ودون عقبات.

وحَوّلت جنينة غرفتها الخاصة إلى معمل لتجميع القطع الإلكترونية من المراوح وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الكهربائية المستخدمة وغير اللازمة، لتجهيز القبعة، في محاولة منها لتطوير جهاز يعود بالنفع على مختلف الشرائح، عبر إعادة تدوير الأدوات البسيطة.

الفكرة راودت الفتاة الفلسطينية بعدما أخبرتها والدتها عن شاب من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين أصيب بطلق ناري في رأسه خلال انتفاضة الأقصى، ما أدى إلى تهشيم جمجمته وفقدانه القدرة على التنقل بسلاسة بعدما كتب له عمر جديد، غير أن القبعة الجلدية التي قام الأطباء بتوفيرها له، تصل إلى درجات حرارة عالية في الصيف، بينما تنخفض درجة حرارتها بشكل كبير خلال البرد، ما يضاعف آلامه.


حاولت تطوير خوذة تعود بالنفع على شرائح المجتمع (عبد الحكيم أبو رياش)

تنفيذ الفكرة جاء بعد البحث الطويل، وسلسلة من المشاورات مع عدد من المهندسين، لإرشادها إلى القطع الإلكترونية اللازمة لتطويرالقبعة البلاستيكية الشهيرة، ولتمكينها من تبريد أو تدفئة الرأس بشكل إلكتروني، مع ربطها بتطبيق عبر الهاتف الجوال، يمكنها من خلاله التحكم بدرجات الحرارة وقوتها.


ربطتها عبر تطبيق على الهاتف (عبد الحكيم أبو رياش)

وتستهدف الخوذة الذكية الجرحى وأصحاب الإصابات الخطيرة، والمصابين بأمراض السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك العُمال والمهندسين والمزارعين وأصحاب المهن الميدانية، في محاولة لتكييف الرأس مع درجة حرارة الجو، بغرض التخفيف من معاناتهم التي تتفاقم مع زيادة أو انخفاض درجات الحرارة.

وتقول دعاء، وهي خريجة تخصص إدارة تكنولوجية من الكلية الجامعية للعلوم المهنية والتطبيقية، إن الفكرة عبارة عن قبعة إلكترونية مُكيفة يسهل حملها والتنقل بها في فصلي الشتاء والصيف، تمت صناعتها من قطع إلكترونية جُمعت من أجهزة كهربائية تالفة، نظراً لعدم توفر القطع اللازمة بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 13 عاماً.


الخوذة يسهل حملها والتنقل بها (عبد الحكيم أبو رياش)

وعن تطبيق الفكرة التي لاقت تشجيعاً من عدد من المهندسين والمختصين بعد عرضها عليهم، توضح دعاء، أنها تتكون من عناصر أساسية، وهي قبعة بلاستيكية يستخدمها المهندسون عادة في مواقع العمل، كذلك مروحتان داخلية وخارجية، بلتر، نانو، مكثف، بلوتوث، وأسلاك موصلة. وتعمل القبعة بعد تشغيل المروحة الأولى، ما يعطي لوحة نظام التشغيل أمراً لتفعيل المروحة الثانية، ويتم التحكم بكل تفاصيل تشغيل أو خفض ورفع درجات الحرارة عبر البلوتوث الواصل بين القبعة وتطبيق تم تصميمه خصيصاً للتعامل مع القبعة عن طريق الجوال.

وواجهت جنينة التي تصنع مجسماً إلكترونياً للمرّة الأولى عدّة صعوبات خلال تطبيق الفكرة، تجسدت في عدم توفر القطع الإلكترونية ذات الحجم الصغير، والتي يمكنها إعطاء نتائج أفضل، ما دفعها إلى استخدام بدائل تؤدي الغرض ذاته، ولا تزال تتمنى تطبيق فكرتها بشكل عملي، وباستخدام الأدوات اللازمة والمُخصصة.