أول رئيسة حكومة في تونس.. من هي نجلاء بودن التي استعان بها سعيّد؟

مجلة جنى - “أول امرأة رئيسة للحكومة في تونس” جملة رددها رئيس تونس قيس سعيّد أكثر من مرة في خطاب تعيين نجلاء بودن، اليوم الأربعاء، لتكون المرأة التي يعول عليها لإخراج تونس من وضعها “الاستثنائي” -كما يسميه الرئيس- الذي دام أكثر من شهرين.

“إنها لحظة تاريخية” قال الرئيس في كلمة صورتها عدسات كاميرات الإعلام التونسي وجهها سعيّد للشخصية الثانية في الدولة وعبرها إلى جميع التونسيين، ودعاها إلى جعل محاربة الفساد الأولوية الأهم بين مهامها بعد تشكيل فريق حكومي “متجانس”.

سيدة تونس الثانية

وسط توتر شديد انفجر في الشارع التونسي باحتجاجات قادت المواطنين لأحديْن متتالييْن للتعبير عن رفضهم لما يحدث، يُنتظر أن تنقب عالمة الجيولوجيا التي تولت مهمة رئاسة الحكومة على فريق من السياسيين يخرج تونس من الأزمة.

في ولاية القيروان لعائلة من صفاقس رأت نجلاء بودن النور قبل 63 سنة قبل أن تصبح أستاذة تعليم عالي في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس متخصصة في علوم الجيولوجيا.

وكانت رئيسة الحكومة الجديدة، حتى أمس الثلاثاء، المنفذ المسؤول عن خطّة برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ببلدها.

بمظهر بسيط وشديد الأناقة ظهرت نجلاء أمام رئيس الجمهورية، اليوم الأربعاء، وهي منصتة باهتمام بالغ إلى توجيهاته بتحقيق مطالب التونسيين وإنقاذ المؤسسات التي تحولت إلى حلبات للصراع، وفق تعبير سعيد.

نجلاء التي تقلدت هذا الصباح المهمة الأثقل في البلاد ليست حديثة عهد بدهاليز الحكومة في تونس فقد خبرتها في 2015 عندما كُلفت بمهمة في ديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن، لكن يتضح أنها كانت بعيدة عن أعين الصحافة وقد وصفتها مجلة (جون أفريك) الناطقة بالفرنسية أنها غير معروفة لدى الجمهور.

المرأة الأولى

تنقلت بودن بين مناصب مختلفة في وزارة التعليم العالي إذ كانت مديرة عامة مكلفة بالجودة فيها سنة 2011، ثم شغلت منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بالوزارة ذاتها.

منحها رئيس تونس السابق الراحل باجي قائد السبسي وساما في 2016 بمناسبة اليوم الوطني للعلم مع ثلة من إدارات من وزارة التعليم العالي.

تخلف نجلاء بودن على رأس حكومة تونس -وهي المرأة الأولى في المنصب- هشام المشيشي بعد أن أقاله رئيس الجمهورية من مهامه، في 25 يوليو/تموز الماضي، وجمّد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب وأٌقرّ جملة من التدابير الاستثنائية.

يتطلع التونسيون إلى الانفراجة السياسية التي قد تحملها معها سيدة تونس الثانية بعد أن رفضت غالبية الأحزاب التدابير التي سنها سعيّد واعتبرها البعض “انقلابا على الدستور” و”محاولة لإرساء نظام دكتاتوري” في البلاد، بينما أيدتها أحزاب أخرى رأت فيها “تصحيحا للمسار”، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وصحية ممثلة في جائحة كورونا.

وطمأن الرئيس التونسي في مناسبات عدة الداخل والخارج وأكد خلالها أنه “لا ينوي إرساء نظام دكتاتوري في تونس” أو “المس من الحقوق والحريات”، إنما يهدف إلى “إصلاح الأوضاع بعد أن تأكد من وجود خطر داهم يهدد الدولة التونسية”، فهل تكون نجلاء بودن منقذ مهد الثورات بتشكيل حكومة تخرج تونس من الأزمة المتفاقمة في البلاد؟